...... شُـبَيْر.....
صَوْتٌ تَعالى في الغَياهِبِ والنِداء
أَضْحَتْ مَلائكَةُ السَماءِ بكربَلاءْ
إنَّ الرَسولَ بكربلا مُدمى الجَبين
هذا رَسولُ اللهِ تُغرقُهُ الدماءْ
هي تلكَ فاطِمُ عندَ نَحرِ حُسينِها
وعليُّ ذاكَ المُرتضى عندَ اللِواءْ
قد سارَ في أرضِ العَجائِبِ آملاً
أَن يُحيي دينَ اللهِ في هذا الفِداءْ
ذَبُلَتْ زهورُ العِزِّ من نارِ اللَظى
يَبِسَتْ شفاهُ الكونِ من هذا الظِماءْ
ليسَت ضلوعُ السبطِ تحتَ خيولِهمْ
لكنَّما سَحقوا ضلوعَ الأَنبياءْ
فَزِعَتْ رجالٌ دونَ سِبطِ نَبيِّها
قَد وَقَعَتْ بدمائِها عَقدَ الوَلاءْ
قد أَيْقَنتْ أَنْ لا حياةَ بدونِهِ
قد أَبغَضَت من دونِهِ عيشَ الرَخاءْ
وَفَدَتْ إماماً للعُلا بنفوسِها
أَعطَتْ لنورِ محمدٍ خيرَ العَطاءْ
سوحُ الدِماءِ قَد ارتَوَتْ بحنينهِ
طفلٌ وشيخٌ بالفداءِ سواءْ
قد حَلَّ ضيفاً في محرَّمَ عندَهم
ومضى ويملكُ بالشهادَةِ كربلاءْ
قد عانَقَتهُ كربلا بجروحِهِ
واشتاقَتْ الأرضُ الأَبيةُ للِقاءْ
حضَنَتهُ هذي الأرضُ مُذ سمِعَتْ بهِ
حتى التُرابُ قد التقاهُ بالبكاءْ
هو وَدَّعَ الحَورا وأَوْدَعَ عندَها
أَسرارَ كَونٍ للمَلا تمحو الشَقاءْ
في دمعها نارُ الفؤادِ تَفاقَمَتْ
حتى بَدَتْ في عينِهِ نارُ الإباءْ
حتماً سَيأتي المرتضى معَهُ الرَسولْ
ويَروْا شُبيراً دونَ نحرِهِ بالعَراءْ
آهٌ وفاطِمُ عندَ نَحرِ حُسينِها
وَرأَتْ جروحاً عندها عَجَزَ الدَواءْ
قَتلَتهُ دمعاتُ الأرامِلِ كلَّما
نظَرَتْ اليهِ قاصداً أَرضَ الفَناءْ
ولِرَبِّهِ أَعطى دماءَ رَضيعِهِ
والحُبُّ يفعَلُ في المُتيَّمِ ما يشاءْ
إنَّ الحَياةَ بَكت لِعُظْمِ مصابهِ
ملقىً تَقطَّعَ جسمُهُ وبِلا غِطاءْ
قد عانقتْ حرَّ الترابِ دماءهُ
خُطَّتْ بها كل القَداسَةِ والنَقاءْ
✍️قمر حسين أحمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق