* يا أمّي*
.....
أين ذهبنا وما استرحنا
حتّي تاه أصلنا فتهنا
ولازالت الحرقة تأكل منّا
وتشرب من شفاه أفواهنا
ومن قلوب النّبلاء
لتقتل الآباء وتسحق الأبناء
وكل ّآمالنا ضياع....
وأحلامنا
ذهبت في السّراب هباء
أين الدّواء ياطبيبي
حتّي يأتينا منك الشّفاء
ليقول لساني......
من وحي وجداني
لا ياوطني ......لا
إبتلاء ......ولا بلاء
إذاما تعذّر الزّاد
وصرنا للقوت عباد
وجاعت الأكباد
وقلّ من جهدنا العطاء
أبقى للصّمت حرف هجاء؟
والحكمة في غفوتها نائمة
وألباب تعرّت بلا كساء
ألا ألبسنا للفكرثوبا وحذاء؟
لنحيي فينا روح الوجهاء الحكماء
أنادي أخلاّئي أعزّائي
(والضّحى والليل إذا سجى)
باسم الحبّ وحقّ الوفاء
بصوت صداه الألف
ورنينه ياء
كحرف نداء
أحنّ لأمي ....
ليوم ، لساعة الفطام
ولا للبكاء.....
لاللجبن ولاللرّحيل .....
نعم للبقاء فنحن العظماء
نزعت جلباب .....همّي
وشمرت عن ساعد .....كمّي
وجلّيت عن بحر العماء
لأري الحقّ..... ويراني
فرأيت في مرآة وجداني
بئس من قال..... بالفناء
دمعة علي الأرض سقطت
من عين أمّي .......تنزّلت
من بحر دموع السّماء
مسحت من الأرض
أوساخ الرّيبة للعرض
فابيضّ لون الدّماء
وماعادت أمي تلك الحمراء
إلاّ شفاه كزهرة تنبذ العزاء
أمض يابني........و أنت لها
إذا الكلّ عن عزمك تلهّى
فانظرفي وجوه الضّعفاء
واقرأمن تقاسيم سيماتهم
الف اللام والميم
حروف الحياء........
عفاف القلوب من شيمة النّبلاء
فامض يا قلبي وحبيبي
ليباركك ربّي وحسيبي
ولتمسح دموع الأجداد والآباء
علّك تفتح ....
أبواب آخرة .....
لمسالك الحرّية.....
لبناتي....
وأبنائي الأوفياء
في رياض الحقّ.....
حسن جزاء وجزيل عطاء
*ريحانيات*
الاديب المفكر والشاعر التونسي
محمد نور الدين المبارك الريحاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق