من حصاد الغمام
هيأتُ من شعري لأجلك لؤلؤاً
بين اللآليءِ سوفَ يبقى أوحدا
يختارُ أعماقَ القصائدِ موطناً
ويرومُ طياتِ الغمائم مقعدا
فيظنُّه البدرُ المنورُ آيةً
وتخالُهُ الشمسُ المنيرةُ عسجدا
ويقيمُ في فكر الخلائقِ مائلاً
فيظلُّ تلحظُهُ العقولُ كما بدا
يجري خيالُ الناظرينَ وراءهُ
ويعودُ من جهد الصبابة مجهدا
تُبقيهِ أجنحةُ الخيالِ محلِقاً
مثلَ الطيوفِ الهائماتِ مع المدى
ويُحيلُهُ سحرُ القوافي بلبلاً
من فوقِ أغصانِ القصائدِ منشدا
فتصيرُ أرجاءُ الدفاترِ مسرحاً
وتصيرُ أجواء القصيدةٍ مُنتدى
تُصغي الجبالُ إلى ترنمِ سحرهِ
وتجيءُ أسرابُ الحمامِ مع الصدى
ترتادهُ كل السحائبِ أولاً
ويريُدهُ قمحُ البيادرِ موعدا
تشتاقُ أغصانُ الدوالي ضَمَّهُ
فترشُّهُ أيدي الغمائم كالندى
يأتي إلى عطشى الروابي ديمةً
وتعدهُ كل الظوامئِ مَورِدا
وتظنّهُ كلُّ النجومِ سريرَها
فتصيرُ أوراق الدفاتر مرقدا
ِليشف من بين الغياهبِ نورُها
ويكونُ للساري بليلك مرشدا
ويعدّه كل الندامى خمرهم
وتعدّه كل الليالي فرقدا
فتصيرُ آفاقُ الصعابِ مطامحي
ويصيرُ دربي في الجبال مُمهَّدا
وأعودُ بين النيراتِ محلقاً
وأقيم للشعرى البعيدة مصعدا
أدني بأحلامي البعيدة عالماً
سيكونُ من كلّ العوالمِ أبعدا
وأصوغ شعراً لا تنامُ عروضُهُ
فتراهُ في كلّ المعارضِ سَيِّدا
تأتيه أصنافُ الورودِ تزورهُ
وتميلً أعشابُ الربيعِ تودُّدا
وتحيكُهُ أيدي البلاغةَ مخملاً
فتراه في فرحِ القصائدِ مُرتدى
يسري بليلِ اليائسينَ كنجمةٍ
ويثورُ في وجهِ المظالمِ مرعِدا
يأتي الليالي والمخاطرَ طائعاً
ويُريدُ ما فوقَ المقاصدِ مقصدا
لبسَ الأناقةَ والسُمُوَّ عباءةً
واختارَ آفاقَ الهدايةِ معبدا
فأضاء بالنور المقدَّس خافقي
في مشهدٍ فاقَ المشارق مشهدا
ويعودُ بحري بالسكينةِ ساكناً
من بعد ما أدمى الشواطئَ مُزبدا
يأتي الصباحُ إذا ذكرتُك زائراً
وتجيئني كلُّ الجنائنِ حشّدا
ورسمتُ وجهكِ في عروضِ قصائدي
فتركْت شعري للزمانِ مُخلّدا
ليلى ياسين
لاجئة من فلسطين
بلا وطن13/10/2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق