الجمعة، 29 نوفمبر 2019

قصيدة{{الجديلة}} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الاستاذة {{ناديـــة العابـــد}}

الجـديلــة.... 

لاشيء أوفى من الصمت عندما تخيب الظنون... 
صمتت المشاعر.. صمت القلب.. صمت ذلك الهدير من ضجيج الروح.. لم يعد للقلب نبض ولم يعد للجسد روح ...
....... 

برودة تعتريني..... 
سحبتُ شالي القديم الرث... 
التحفتُ به... برودة تنخر عظامي 
ناي حزين يتردد صداه في جدران قلبي 
قلب سلب نبضه ورحل 
"انتظريني ساعود في الربيع"
بكل الثقة رددها.. وصدقته.. 
حزم قلبي وروحي في حقائبه ورحل.. 
"شعرك جميل لاتقصيه..انا اعشق الشعر الطويل...اتركيه منسدلا على كتفيكِ...لاتخضبيه اعشق لونه الاسود الفاحم يليق بكِ ياخمرية.. "
...... 
مر ربيع... وتلاهُ آخر وآخر.. تداخلت الفصول في ذاكرتي ويُبس ايامي... ايامي عطشى لم يعد يرويها شيء... انظاري معلقة بالافق ترنو لطيفه... غابات من الحزن نمت في رمال قلبي... 
اسدلت شعري لقد طال كثيرا... تناثر بجنونه الغجري... 
ماهذا؟؟؟ 
خيوط بيضاء تسللت الى شعري... ملت هي الاخرى من الانتظار فقدت صبرها نزعت ثوب الحداد.. 
رعشة تسري في جسدي المنهك من تعب الشوق وارتجاف الاضلاع.. مرجل يئز في صدري... مهلا ياقلبي... جسدي النحيف لم يعد يتحمل رفقا به.. محطمةٌ انا من الداخل.. 
انتظرته طويلا... ليالي تمر كئيبة ينثر الليل حنينه على قلبي اليتيم... فيزيد من برودته وارتجافه.. حتى شالي القديم فقد دفأه... يرتجف على اكتافي.. اضمه بذراعيٌ...يغفو مستكينا.. باحثا عن حنين... 
خضبت شعري.. لاول مرة بعد ان غزا الشيب شعري تمردت جديلتي علي.. هاهي شعيرات راسي تخلع اثواب حدادها... 
خضبتُ شعري.. استهزأت بي.. لونها باهت.. 
لن يفيده الخضاب خضبته مرة واخرى.. كانت تزيد في العناد... 
استسلمت اخيرا.. مللت
كم ربيعا مر... لا ادري.. تاهت علي السنون.. قلبي اليوم يبدو وهنا لا يقوى حتى على ذكر اسمه... 
نظرت للمرآة.. كان وجهي تعبا شاحبا اقرب للموت من الحياة.. شعري تكلل بالبياض.. حاولت تمشيطه عجزت كلت ذراعاي.. جدلته.. امسكت مقصا وقصصته.. نعم قصصته.. امسكت بجديلتي شممتها ...فارقها عطره نهضت بكل خواء ودسستها في دولاب جهاز عرسي.... 

ناديـــة العابـــد

ليست هناك تعليقات: