الاثنين، 2 ديسمبر 2019

قصيدة{{ إلياذة العروبة }} بقلم الشاعرة الجزائرية القديرة الاستاذة {{جميلة بن حميدة}}

{{ إلياذة العروبة }}

أنا الصبورة
 على قارعة المنافي
 تائهة وسط الزحام
 يبتلعني هذا الركام 
بلاهوية 
بلا تاريخ الميلاد
بلا قانون العدالة
أخالج زفرات التعب

للمرة المليون
أقاوم وأحمل نفسي
بين خبايا الوجع
أصارع سياط الزمن 
 باتت روحي مثل 
سيزيف وهو يدحرج الصخرة
التى كانت قدره المشؤوم
ولعنة قرار المحكمة على آثامه
تلك الخطيئة التي علقت به
حتى مطلع الروح

للمرة المليون 
أخطو قليلا ثم أعود إلى الخلف
التراب تحت قدمي يبتلعني
إعصار الزمن يعيدني
إلى ماقبل نشأتي
ألوذ بالروح
وأغرق بصمت صارخ
للمرة المليون
أربح المعركة عند الرمق الأخير
أقف مجددا على شفير النجاة
أرتدي ثوب النار الملتهبة
لأعيد قوتي و عنفواني
فأنا جبل الشموخ
وشهيدة الأرض
انا روحي من بياض الثلج 
ومن وهج الشمس ونور القمر
انا سنابل القمح الصامدة 
بالحقول أمام ثورة الرياح
أنا شجرة البرتقال المتجذرة بالأرض
أنا تلك المياه النابعة بالواحات
إسمي محفور بصدر القصيدة 
و موشوم على وجه صخور الزمن
بأزميل الأبجدية العربية

للمرة المليون سأنتفض
لأطردهم من حقول الزيتون
من بساتين الغار والياسمين
أكتب إسمي أيها التاريخ 
بسجل الخالدين
أنا عربية الهوى 
والعروبة إمتداد لروحي
إسمي إعصار ثائر رسمته بدمي
وكونته من شهيقي وزفيري
ودمدمته هي صهيل حروفي
اعيدوا لي هويتي
فالقرار الآن بيدي 
لم تعد هناك طرق باللامنتهى 
فقد بت أتبع طريقا واحدا 
نهايته كرامتي وعزتي
سأبدأ رحلتي من جديد 

للمرة المليون 
سأصرخ بحنايا الكون 
وأتوغل بالأفلاك والمجرات
سأسافر عبر المدارات 
ليُسمع الأثير صوتي
 وتكرر صداه الشموس
 والنجمات وتحمله 
ذرات الهواء إلى كل الفضاءات  
انا امتداد للكرامة الإنسانية
أنا النجم في ظلمة الضياع
فأنا كالفينيق الملائكي 
أرفرف بأجنحة النور  السماوية 
وأحلم ببزوغ الفجر المقدس 
المطل ببسمات الثغر
المبدد للظلمات حيث تتجدد
فيه الإشراقات 
فأنا عربية الهوية منذ الأزلية.

الجزائرية جميلة بن حميدة 🇩🇿

ليست هناك تعليقات: