إلى أمي في مثواها الاخير
لوحت بيدها من بعيد البعيد
قالت وداعا...
في طريقها الى السماء
لله رجعت ...هي بامان الامان.تركتنا نسكن الرحيل
ضاحكة من فم الضوء
وظلها غدى وردة
كل شيء كان هادئا
الاّ صمتها ختم عشقه
لاله التعب....
غدونا ان لا نلتقي الاّ وداعاً
امي تضيء نجوم السماء الاَن ،وتحوم حول مراَتي
مزيّنة ضاحكة
ترمي بشالها فوق قصيدتي
كي تنبت الكلمات
امي ...فكرت يوماً بالفراق
كان الافق صورة لمعناك
وعطر جسدك فواصل وحركات
يغار منك الغروب
والشمس غدت وسادة لجسدك
تبحرين بملح السماء
وتنعمين بزبد غيمه
امي اغني لك اغنياتك غيباً
اتذكر انفاسك،بصمتك في
الذات ...اكل واشرب وانام
بين يديك كي تلاعبين شعر
الشيب لارتاح
ارى وجهك بدر حول البيت
مرتسماً ،فوق الورد وعلى اغصان الشجر
ترمين فجرك على كتفيّ
خطاك غدت وهم،تلمسين
مفتاح بيتي كي تدخلين
الكيان من وحي رتيب
امي اخٌ يا امي
ليلة شتاء اخذتك
زهور انحت، ثلوج تعلثمت
نوافذ اطبقت اهدابها
وبيتنا خرج من طينه
فراغ فراغ
رحيل،رحيل رحيل
لا يغنوا لغير الجراح
امي لن انساك
فروحك مزيج روحي
وجسدك سائل في جسدي
غدوت مذ ولادتي
ذاتي وانت....
انت اقرب اليّ مني
وانت جراحي الاَن فكيف
اكتبك فحبر عالمي لا يصفك وفكري فقير الروح امامك انت انقى من دمعة
واطهر من بحر
انت قوية غنية عارفة قادرة ...انت الجمال والكمال،فكيف سأكتبك
امي خيال غدوت
تعالي ولو مرة كي اراك
والّا بالحلم لا تبخلي علي
سيكون مأوانا نتسامر نضحك نبكي حياتنا تعالي
بالحلم كما عاهدتك
امي خيال غدوت
امي ماتت فهل تصدق قصيدتي....كيف سيكتبك
القلم ،وكيف لي ان اغدق
كلماتي على بحورك
فأنت الان بحر من دموع
وجراح لا تشفى
وانت صقيع للذات
وانت....انت
كيف اودعك.....
فيصل الامين
لبنان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق