قصيدتي (أنا والليل):
إضاءة: بين يدي (الليل) الباكي حزنًا على رحيل حبيبه وخله (النهار) كانت لي وقفات وتأملات، وهذه إحداها:
أَنا يا لَيْلُ مَسْكُونٌ بِهَمِّ***
وَتُصْلِينِي الْحَياةُ كَبِيرَ غَمِّ
وَتُسْلِمُنِي لأَوْجاعٍ جِسامٍ***
وَتُتْعِبُنِي بِحِرْمانٍ وَسُقْمِ
وَتُضْنِينِي بِبُعْدٍ أَو بِقُرْبٍ***
وَتُشْقِينِي بِنَقْصٍ بَعْدَ تَمِّ
بِلا رِفْقٍ تُعانِدُنِي كَثِيرًا***
وَلا تَرْضَى بِغَيْرِ مَزِيدِ غُرْمِ
وَمَنْ أَرْضاهُ يَأْبانِي وَيَنْأَى***
وَمَنْ أَجْفُوهُ يَفْدِينِي بِدَمِّ
وَتُدْنِي مَنْ أُرِيدُ لَهُ التَّنائِي***
وَتُبْعِدُ مَنْ أَتُوقُ لَهُمْ بِضَمِّ
وَتُبْقِي مَنْ أَوَدُّ لَهُمْ رَحِيلًا***
وَتُقْصِي مَنْ يَمُورُ بِكُلِّ جِسْمِي
وَمَنْ أَهْواهُ يَنْأَى لا يُوافِي***
وَمَنْ أَقْلُوهُ يَتْبَعُنِي كَعَزْمِي
فَوا عَجَبًا لِذِي الدُّنْيا مُقامًا***
تَزِيدُ الخَلْقَ أَسْقامًا وَتُدْمِي
تُلِحُّ بِكُلِّ مَكْرُوهٍ وَبَلْوَى***
وَتُعْطِي الأَجْرَ مَمْزُوجًا بِإِثْمِ
وَإِنْ مَنَحَتْ جَمِيلًا بَعْدَ قُبْحٍ***
فَذا شَهْدٌ يُدَسُّ بِشَرِّ سُمِّ
وَما فِيها مِنَ التَّنْغِيصِ كافٍ***
يَزِيدُ مَعَ الزَّمانِ شَدِيدَ هَمِّ
وَما تَصْفُو لِحَيٍّ مِنْ قَدِيمٍ***
فَما فَتِئَتْ بِها الأَكْدارُ تَهْمِي
وَلِلْأَشْواقِ فِيها أَلْفُ نارٍ***
تَنُوءُ بِها الرَّواسِي يا لَحِلْمِي!
وَفِيها البُعْدُ وارٍ لَيْسَ يَخْبُو***
وَفِيها الحُبُّ مَغْبُونٌ بِذَمِّ
وَما عَرَفَ الوَفاءُ بِها طَرِيقًا***
وَإِخْلاصُ الأَنامِ بِها كَجُرْمِ
وَكَمْ خانَ المُحِبَّ عُهُودَ حُبٍّ***
وَنَقْضُ الوَعْدِ مُوصِلُهُمْ لِشُؤْمِ
وَفِي مَنْعٍ وَفِي مَنْحٍ شَقاءٌ***
فَأَيْنَ الخَيْرُ؟ لا نَدْرِي بِعِلْمِ
أَلا لَيْتَ الخَلاصَ يَكُونُ مِنْها***
وَشِيكًا أَوْ تَجِيءُ بِخَيْرِ غُنْمِ
وَلَيْتَ المُرَّ يَنْسانا زَمانًا***
وَتُسْقِينا الهَنِيءَ بِغَيْرِ ظُلْمِ
وَإِلّا فالقُبُورُ تَكُونُ حَلًّا***
وَيُطْوَى العُمْرُ عِنْدَ شَفِيرِ رَدْمِ
الدكتور حسن كمال محمد محمد/ جمهورية مصر العربية...
...................................................................
........................................................
...........................................
..............................
...................
...........
.....
..
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق