في صباح السادسة من كانون
في صباح هادئ وبرودة الشتاء ومشاعر خريفية ونزاعات فكرية ومطبات سياسية وقضايا فكرية وخلافات وتعدد أراء في الساحات الشعبية. ثمة رصاصات تطُلق لمحاربة المعرفة خطيرة تدعس في العقل ويسقط المصاب جاهلا للعلم، وثمة رصاصات تطلق في ارض المعركة يسقط الجندي فيها جريحًا أثخنته الجراح تدعس عليه اقدام العدو او يسقط شهيدًا وهب حياته من اجل وطن من اجل استمرار الحياة بعده راجيًا أيقاف مخاطر التخريب، والانفلات، والتقتيل ، وتشتت الافكار وشتات الساحة من صوت الوطن. بينما انا هنا انظر الى السماء ابحث عن غيمة تخبرني بان وراء كل غيمة يهطل المطر يخف الالم يزيد الامل ويقترب الاجل اسمع صوت بُلبُل يأتي من فوق الشجرة تغريده يوقفني لدقائق وانا مغمضة العين وقلبي أبصر بحديثهُ في صوته كُل السلام رغم قلة الامان . ثمة شجرة رُمان في بيتنا اصابها الوهن اوراقها متساقطة ساقها يابسة لا حياة فيها تشبه العجوز حينما تفقد جمال جسدها تشاهد المارة والعابرين بجانبها جدار اقتربت منه صباحًا لكي أشم رائحته واتلمس سمك الطبقات همس في اذني احاديث وامسك بيدي وسحبني اليه وبدأ بسرد القصص والحكايات وتداعب بالفكاهات يشبه الجدة حين تحتوي حفيدها تروي له القصص والحكايات والخرافات وتروي له عن اقصوصة حبها الخريفية لجدي تداعبني وتجمعني وتسوميني أنا اكل من طهي طعامها من اجل قطعة حلوى مفضلة لدي كنت أشكو لها عن غياب أمي كما أفعل الان معكَ اخبرك الان سبب ذبول ملامحي لقد تعبت زوايا جدار المظلمة في الليل من ثرثرة يومي لذلك سوف اروي لك ضجر وخيبة روحي.
كنت اشعر بالملل والحنين الى امي
اخبرت الجدار عندما تسافر امي أشعر ان لا حياة ولا نبض ولا شعور في زوايا جدران وسقف البيت أشعر أن جميع الاشياء هُجرَت تمامًا من العيش حتى مصابيح المنزل ترفض الاضاءة جميعنا نشتاق الى صوت امي وغضبها ودبيب اقدامها . اخبركَ يا جدتي بشيء
ثمة اغنية لفيروز تقول فيها انا يا عصفورة الشجن مثل عينكِ بلا وطنِ نعم هذا حال وطني عصفورة بلا سماء تطير فيها بامان
وثمة امراً آخر في اغنية فيروز زهرة المدائن تغني فيها الطفل في المغارة وامه مريم وجهان يبكيان
نعم صحيح اطفالنا اليوم بلا حب بلا حلم يشعلون الشمع لآبائهم الشهداء تعلموا الفقد وهم صغار كم طفلا يا مريم تمسحين دمعه الان
أحب كل الاشياء التي تجعلني أمارس الحرية بسخاء احب الدين والموسيقى وبعض اغنيات وطنية ذات لحن حزين وكلمات تنشر عبق الورد والسلامُ بداخلي
أحب كل الاشياء التي تدلني بالحرية وتجعلني انسان امارس الانسانية بكل حرية
احب سرد الحديث مع الطرقات الفارغة لان زحام الضجيج لا يسمعك ب قلبه وانما باذنه احب الاحتفاظ بالفوضى الليل والالم أحب وحدتي واحب عندما تعزني الموسيقى وتُترجم صمتي وعزلتي نخوض معًا مشواراً طويل تفهم المؤاساة ب عناق ب تقبيل الالم
يا جدار البيت تُلفَت نظري أزقة الشوارع واصوات الاطفال واصوات بائع الخضروات رؤية الفواكه لامعة تبهج ناظري تبتسم بوجهي وترسل لي قبلات الحب والبهجة. انا هكذا
احب ممارسة المنوعات وان اكون شيء من بين كل الاشياء أحب جميع طرق التي تودي الى حرية القلب .
زهراء محمد
من العراق
2020/1/6
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق