قصيدتي (سَطْوَةٌ): أي سطوة هذه؟ ذلك ما تكشفه قراءة الأبيات:
سَحَرَ القُلُوبَ فَما لَهُ مِنْ راقِي***
أَسَرَ العُقُولَ وَما لَهُ مِنْ واقِي
وَسَطا عَلَى مُهَجِ الأَنامِ يُذِيبُها***
وَمُداهُ قَدْ غارَتْ إِلَى الأَعْماقِ
بَلَغَ المَدَى بِعَذابِهِ وَنَعِيمِهِ***
وَنِداؤُهُ يَسْمُو إِلَى الآفاقِ
كَمْ مِنْ قَتِيلٍ فِي دُرُوبِ عَذابِهِ***
وَنَعِيمُهُ يَحْلُو بِطِيبِ مَذاقِ
كُلُّ الْعِطاشِ إِلَيْهِ شَدَّتْ رَحْلَها***
وَسَعَتْ تَلُوذُ مَشُوقَةً لِلسّاقِي
وَرَدُوا مِياهَ وِصالِهِ فِي غِبْطَةٍ***
وَصُدُورُهُمْ فِي حُرْقَةٍ لِتَلاقِي
كُلُّ الْعُيُونِ إِلَيْهِ تَرْنُو فِي رِضًا***
قَدْ شَدَّها لِإِسارِهِ بِوَثاقِ
فَتَرَى الْجُمُوعَ إِلَيْهِ تَشْخَصُ هَزَّها***
أَلَقٌ يَبُثُّ مَواجِعَ الْمـُشْتاقِ
هُوَ ذا الْجَمالُ عَنَتْ لِسَطْوَتِهِ الْبَرا (م)
يا كُلُّها وَعَدَتْ لَهُ بِعِناقِ
أَوَما رَأَيْتَ مُتَيَّمًا فِي حُبِّهِ***
جابَ الْقِفارَ يَهِيمُ فِي أَشْواقِ؟ أَوَما قَرَأْتَ قَصائِدًا فِي مَدْحِهِ***
جاءَتْ سَبائِكَ عَسْجَدٍ مِهْراقِ؟
أَوَما اسْتَمَعْتَ نِداءَهُ مُنْذُ الصِّبا***
فَعَراكَ مَسُّ الْجانِ بِالْإِحْراقِ؟
أَوَما شَعَرْتَ بِهِزَّةٍ فِي ساحِهِ***
أَرْضَتْكَ فِي قَيْدٍ وَفِي إِطْلاقِ؟
أَوَما أَنِسْتَ بِقُرْبِهِ مُتَمَتِّعًا***
حَتَّى غَدَوْتَ مُلازِمَ الْإِيْثاقِ؟
أَوَما شَمَمْتَ شَذاهُ يَعْبِقُ ساحِرًا***
فَتَلَبَّسَتْكَ شِكايَةُ الْعُشّاقِ؟
ذاكَ الْجَمالُ إِلَى أُفُولٍ عاجِلًا***
أَمْ آجِلًا وَيُصابُ بِالْإِرْهاقِ
أَمّا الْجَمالُ السَّرْمَدِيُّ حَقِيقَةً***
فَجَمالُ رَبِّيَ دائِمُ الْإِشْراقِ
فَالْزَمْ رِحابَ جَمالِهِ مُسْتَمْتِعًا***
نِعْمَ الْجَمالُ هُوَ الْجَمالُ الْباقِي
وَاهْرَعْ لَهُ إِنَّ الْحَياةَ قَصِيرَةٌ***
وَنَصِيحَتِي: سارِعْ لَهُ بِسِباقِ
وَاللهِ إِنْ فاتَتْكَ لَذَّةُ قُرْبِهِ***
لَكَأَنَّكَ الْجُلْمُودُ فِي الْإِخْفاقِ
الدكتور حسن كمال محمد محمد/ جمهورية مصر العربية....
.....................................................................
..........................................................
.............................................
....................................
.........................
..................
..........
....
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق