السبت، 18 يناير 2020

نص نثري بعنوان {{حلم رمادي}} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الأستاذة {{پرشنگ اسعد الصالحي}}

حلم رمادي

أخبروا الجميع أن تلك الروح 
لم تعد كما كانت 
لم يعد فؤادها ينبض لشيء
الوطأة وصلت لأعماقها 
لم تعد تهدئ بسهولة
لم تسرد وقائعها بأتم التفاصيل
لم تتنظر أن يشفقوا عليها بأقنعتهم المتنكرة والفاخرة والمتغيرة في كل حزة
ها هنا كانت تحيا الروح بوحدتها ببؤسها بوجعها
بروحانيتها الطاهرة
لم تكتفي بات صراخ صوتها تقرع له  سبع طبقات السماء
ياااا للدهشة العارمة
أو كل ذلك صوت حمام !
كلا
أو كل ذلك نحيبها
كلا
أو كل ذلك صدئ كسر شظايا فؤادها
لا بل كل ذلك كان انتهاء اجلها
ما السبب ...
مرارا وتكرارا نادت وتناجت وصرخت وارتفع عويلها
لم يسعفها أحد
لم يستنجدها أحد
كأن لا بشر ع بقاع الأرض
كأن لا خل وخلان لها
بات مصرعها ينهيها  ببطئ
حتى تلاشت إنحاء جسدها المرمري
كأن الملاك لم يبقى أي أثر منها

كأنها أسرعت لأنقضاء محنتها
يااا للسنوات التي جعلتها تنبض لا للحياة
بل للممات
هنا اسفرت الوقائع بأتم صورها لكم
كم أنها صارعت وصارعت ولم ترى من البشر غير الخذلان غير الهدم غير البغض والكره
لا محبة من قلوب الناس
 لله أنها كانت تكسر فؤادها ولا تكسر فؤاد أحد
كانت تشيد للجمعان لا للتشتت 
كانت ملهمة لحب الخير والصلاح
ماعاد زماننا يحمل جينات طاهرة كوجودها النادر
آآآه كم كانت تهمهم للنجاة
وبنهاية المطاف كان الموت حليفها
لم تحتمل قوة التناقضات والاكذوبات
والأعاصير والأرهاصات
كانت تكره رياح كل الموجات
كانت تهيم للمقدسات والمخلدات
كانت كالتراتيل الروحانية 
لا تشوبها أي شائبة وبقت بقوة صبرها كالشامخات
أنهالت عليها قوة المنطق حتى تكونت فيما حولها كل الاعجازات
وبرمجت على تغيير حيلهم تجاهها حتى بانت اليهم كشعاع الموشورات

هنا تقبع الروح بكل أدوارها
تفننت بأنهم  يمثلون بأتم الدراميات
لكن أفهمتهم بأنها هي من تتقن أشكال السيناريوهات
وبقوا كالمهرج يتهافتون ويتلاعبون  لدنيء زجراتهم

هنا الحياة وهنا الممات
لا يفنى معياده
بل تبقى كالزمن الغابر واللحظات المنسية وكظم غيضي وروح مرئي وكديكتاتورية الذكريات .....

بقلم الكاتبة والشاعرة العراقية
پرشنگ اسعد الصالحي ✍️
4:33ص السبت
18/1/2020يناير

ليست هناك تعليقات: