تجاهلت في الناس رأي الغبي
يلوم بما فيه لم يرغب
وظن بأن الزمان تعدى
رؤى الطامحين على الكوكب
فما عاد للشعر من يصطفيه
وولى زمان أبي الطيب
وأن الفصاحة أمر قديم
وأن اللسان غدا أجنبي
فدع عنك ما أنت أمسيت فيه
وواكب لعصر الفضا واجتب
فعذرا لما قد وصلنا إليه
لطمس الهوية والمنصب
فنحن الشموس التي أشرقت
وقدنا الشعوب إلى الأرحب
وأي العلوم التي في الورى
لنا في المراجع لم تنسب
إذا المرء جد إلى ما يرى
عظيم المكانة والمطلب
وجاهد في نيل أسمى الأماني
وغير العلا قط لم يخطب
تجاوز ما قيل عنه محال
وفاز بما ناء لم يغلب
كذلك كان الألى قبلنا
حماة العقيدة والمذهب
حماة العروبة جابوا شموسا
فكم طاف للجهل من مذهب
وللضاد فى الناس شأن عظيم
وأنعم بنبعك من مشرب
فهل من رجال تعيد الذي
وقد كان بالأمس في يعرب
على البعد منهم مع الخوف يبقى
عدو لئيم فلم يقرب
فكأسا كسرناه ثم التفتنا
لنبكي على اللبن المسكب
هو الكأس ملء العيون ابنهارا
ومن بعده الدهر لم يكتب
محمد طه عرجون
مصر..جنوب الوادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق