الجمعة، 24 يناير 2020

نص نثري بعنوان {{مُخاطبة وطن}} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الأستاذة {{أمنة سالم الجبوري}}

مُخاطبة وطن 
أمرأة تخاطب وطنها العراق 
بعد أن استشهد زوجها وتركها حُبلى في شهرها التاسع
لم يتبقى سوى أيامٍ قليلة لولادَتِها 

_وطني حزنك العميق البائت في صدرك،فتسربَ إلى جوانِبكَ وأطفأ كل شمعة مضيئة ووهج حبٍ فيكَ، أما بريقُ قلبكَ فتَلاشى 
وطني لياليك الحبلى أشتد بها المخاض حتى أُثقلت من الوجع 
لكِن ماتَ الجنين ولم تحصُد شيئًا. سماؤكَ لم تعد صافية كما المُعتاد،تعالت فيها صرخات الشهداء وتفجر فيها بركانٌ مِن الأسى
وأصبحت هناك نجوى عند سماعها تَحرق نياط القلوب.
أثقلتْ أرضُك بدماء الشهداء 
الأمهاتُ كلهُن أصبحنَ ثكالى وأشتد ظمأهُن للوطن وهُدَ كيانهُن وأصبح أنينهم أنينًا مكبوتا لا يُسمعُ منهُ صَوتا.
يا فلذةَ كَبذي أعياني السهر وأنا أسترقُ السمع إلى خطواتك التي كانت مصدر الدفئ والأمان والسلوى لقلبي .باتت كل ذكرى منك تمزق جسدي ويتعالى أنيني ويزداد ذرف الدمع من عيني .أين يديك الحانيتين التي كانت تزيح الهم عن قلبي  و تهدأ من روعي وتبعثُ السكينة.
ماذا أقول بَعد وعن أي عتبة الم أتحدث هذه العتبة مولدة من رحم معاناة العراقيون 
دماء كثيرة نزفت حتى المقابر لم تسعَ أجسادهم، أرواحهم البريئة بات هتافها عاليا  تشكو لخالقها  كل الأهات الموجعة 
أصبحت كل طفلة صغيرة رقية 
تود أن تضع رأسها على رأس أبيها وتقول له خذني لا استطيع البقاء هنا.
العالم كلها  تزهو حدائقها بالورد ونحن نسقي الورد  بدماء الشهداء
حتى حمائم السلام لم  تعد ترفرف في السماء عالياً بعد ملحمةِ الحرب التي حدثت،باتت تُريحُ ركابها على قبور الشهداء تحاكي كل جرح فيهم.
أمنة سالم الجبوري 
العراق

ليست هناك تعليقات: