قصة (لاتترك يدي )
جلس بقربها، على المقعد الذي بجوار سريرها، أمسك بيدها، تبا! مازالت اصابعه تنزلق كلما فعل ذلك، تماما كما في الأيام الخوالي، كانت تئن بصوت خافت، انحنى عليها فشعر بأنفاسها الحارة تلفح وجهه، فكر بأن يقبل جبينها الحلو لكنه تردد، همس مع نفسه وهو يعود لمقعده:
-قد تستيقظ. شعر بحركة خلفه، الباب يفتح، التفت نصف التفاتة، آه، إنها الممرضة، كاد كيس المغذي أن ينفد! كيف لم ينتبه لذلك، راح يراقب الممرضة وهي تستبدله بآخر ممتلىء، دارت حول السرير وانحنت على المريضة ومست جبهتها، قطبت حاجبيها، التقت نظراته بعينيها، قال :
-كيف هي! طمنيني عنها أرجوك. كان يود لو أنه بكى مع آخر كلمة نطق بها، تنهدت الممرضة ثم ابتسمت بوجهه، قالت وهي تعيد ترتيب ملاءة الفراش :
-أنها أفضل الآن، بدأت تتحسن، إرادتها قوية، لاتقلق، وتذكر إن المريض بحاجة لمن يبث فيه الأمل، لا أن يدمع أمامه، كما تفعل أنت الآن! رفع يده واحمر وجهه،قالت الممرضة قبل أن تغادر :
-عليك أن تأخذ قسطا من الراحة، اخبرتك لاتقلق، لقد عبرت مرحلة الخطر، سيأتي الطبيب قريبا. ابتسمت الممرضة في وجهه ثم غادرت الغرفة. شق الطبيب المناوب طريقه نحو غرفة المريضة، استوقف الممرضة وسألها عن الوضع، قالت الأخيرة وهي تسير بجانبه نحو الغرفة :
-الوضع مستقر، حرارتها طبيعية، لكنها لم تفق بعد. ألقى الطبيب الشاب التحية ثم راح يجس نبض المريضة، عقد مابين حاجبيه، أشار للممرضة ،دنت هذه منه، أخذا يتهامسان للحظات، حاول أن ينهض عن مقعده، ازعجته سحنة الطبيب المكفهرة، حاول أن يتكلم لكن الممرضة سبقته فطلبت منه الإنتظار خارجا. أغلقت الممرضة الباب ثم عادت وراحت تنتظر تعليمات الطبيب، قالت وهي تحدق بسماعة الطبيب التي وضعها على صدر المريضة :
-آسفة يادكتور لكني اضطررت للكذب على زوجها، لم أخبره إن وضعها مازال حرجا. راحت تعبث بأصابعها،ثم أكملت فيما كان الطبيب يهز رأسه :
-كان يشبه أخي الميت، أعني زوجها،فقط اردته أن يطمئن. أكمل الطبيب فحص المريضة، دنا من الممرضة الشابة شبه الباكية، قال لها وهو يبتسم لها بود صادق :
-حسنا فعلت يا عزيزتي، كان تصرفك صائبا، استمري بمراقبة الوضع، وواصلي طمأنة زوجها،إن قلبها ضعيف جدا، بالكاد ينبض!انتبهي رجاءا. قال هذا ثم ربت على كتفها بلطف وغادر المكان. (ملاحظة مهمة :القصة لم تنتهي ،انا فقط ومنذ ثلاث ليال حائر في نهايتها! هل اجعلها سعيدة أم حزينة 😦😊)
بقلم /رعد الإمارة /العراق
5/3/2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق