عنق زجاجة
حشرتنا الأقدار في تلك الزجاجة
ضاق علينا عنقها لنمكث بداخلها ننتظر السندباد ليدلكها لنخرج على شكل دخان
لكن زمان السندباد رحل لغير عودة ورحل
معه الأمل بالخروج .
أو ننتظر رحمة الأمواج لتحملها وتحطمنا
على صخور الشاطئ .
كيف حشرنا بداخلها .. لانعلم .. ؟
خلقنا جيل بعد جيل بداخل ذلك الحيز
الشفاف ذو العنق الضيق الطويل .
الكل ينظر للأعلى لفتحة الخلاص ومن
خلالها لرحمة السماء المنتظرة .
الزجاجة لاتكسر والعنق الضيق لايتوسع
ونحن بجوفها نتحسر ونتوق للتحرر .
شفافة هي لكنها باردة رطبة والعفن يملأها
نريد أن نلمس الشمس ونتنفس الهواء الطلق .
فقدنا هوية أجزائنا مافائدة أقدامنا وهاتين
الأذنان لم علقت برؤوسنا .
نطفوا على سطح بحر أسود .. ؟
والكل يتضور عطشا .. !
زوارق لانعرف لها تاريخ تلهو ببحرنا وتلعب
بمقدراتنا ونحن حبيسي تلك الزجاجة .
تصدمنا بزوارقها لتقذفنا بعيدآ عنها .. !
وذلك القرصان الأعور .. ؟
بنجومه الخمسين التي تزين أكتافه وصدره
يحتسي بشراهة من ماء بحرنا الأسود ولايثمل .. !
متى ستكسر الزجاجة .. ؟
لقد ضاقت علينا وبالكاد نتنفس .. !
أجساد فوق أجساد وأجيال تدفن أجيال
ومازلت تلك الزجاجة صامدة لاتتهشم
وذلك البحر يسحبنا موجه للأبعد .. !
عنق زجاجة خنق أحلام الاجيال .. !
لانريد البحر .. ؟
نريد أن نمتزج برمل شاطئه لنشعر بالدفء
ونعانق الشمس ونشعر بالإنتماء .
عنق زجاجة
بقلم
جاسم الشهواني
العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق