الاثنين، 9 مارس 2020

قصة قصيرة بعنوان {{ستبقى يتيما بعد رحيل أمك}} بقلم القاص العراقي القدير الأستاذ{{علي القزاز}}

ستبقى يتيما بعد رحيل امك 
حتى لو عانقك العالم كله 

اليوم لا اعلم ارى أمور كثيره امامي ..
منها عدم احترام الأم ممكن أنك لا تعرف قلب الأم انه يتفتت بكل ما تفعله بها لذلك انتبه الي نهاية هذه القصة الواقعية حصلت في عام 1985 أنك تفعل بقلب امك هكذا فارحم قلب ضاق الويلات حتى يقدم لك الحياة و لتعلم أنك كنت تذوب بجسدها حتى تتكون انت باحشائها أنك بنيت من جسمها تضعف هيا لتولد انت 

سوف اسرد لكم قصة حقيقية عن قلب ام 
بعد اجتياح القوات الايرانية هور الحويزة عام 1985 بقى لواء 34 صامد و هو يقاتل داخل جيب ضيق كانت الخسائر كبيرة والجنود يقاتلون في اماكنهم ويموتون بالجملة من شدة القصف والاشتباك القريب وبقى اللواء على هذا الحال ايام ولاتوجد قوات سانده لفك الحصار الجاثم كالموت ويجب القتال حتى الموت ...
قد تناقلت وسائل الإعلام الاذاعية بأن اللواء قد حوصر و قد ابيد اغلب مقاتليه والباقي استسلم يقول الراوي ولا ادري كيف وصل الخبر الى امي في اليوم السابع كان القتال شديد ورائحة الموت تعج بالمكان يقول جاء سائق اسعاف يسأل عن اسمي فارشدوه الى الساتر الذي أنا قابع به ولما وصل لي وكنت لا أستطيع أن افتح عيني من شدة التراب والسهر والدخان قال انت عبد الهادي من كربلاء ... قلت له نعم أنا هو.
قال والدتك تنتظرك منذو ايام عند نهاية الجسر عبر النهر من حهة القرنة وهي لم تترك احدا الا وسألت عنك وتتوسل بأن تعرف اخبارك قد وصل الخبر لها بانك قد مت او اسرت تقول اتمنى لو يكون شهيداً واستلم جثمانه وتقول إذا كانت جثت ولدي بارض الحرام ارشدوني إليه وانا اذهب واحضره قبل ان تكون بيد العدو ويجب أن تسرع لها لتطمأن عليك يقول عبد الهادئ لا أستطيع أن اصف مدى الحزن والقلق الذي تحمله امي تنتظرني منذ ليلتين عند نهاية الجسر وهذا القصف المدوي والمدافع تعزف لحن الموت كيف جات الى الجنوب كيف وصلت الى السواتر الخلفية من اتى بها يقول قمت من موضعي ونسيت نفسي لم اكترث بالقصف او القنص وازيز الرصاص المستمر خرجت من الملجئ واتجهت مسرعا الى امر السرية واخبرته بالقصة بامر امر السرية لي بالانصراف لها بعد ان نزلت منه دمعة ..
كانت المسافة اكثر 800 متر ركضت تلك المسافة بكل قوة دون شعور يقول لم أتذكر اني ركضت مثل هذه المسافة بهذه السرعة رغم ثقل الملابس والخوذة والبندقية اردت العبور على الجسر فمنعتني مفرزة الاستخبارات قالت خطر عبورك الجسر عليك أن تعبر عن طريق الزورق للضفة الأخرى يقول لم استطع التحمل امي عند نهايته تنتظر فركضت فوق الجسر تاركا المفرزة تصرخ الجسر كان يتاررجح كانت القذائف الايرانية تتساقط كالمطر على يمينه ويساره حتى امتلئ ثقوب واركض واركض حتى لمحت سواد من بعيد وارى امي بين الجنود من الجهة الأخرى وهي ترفع يديها الى السماء وتارة بأتجاهي كانت أمي مع الجنود تحمي نفسها داخل حفرة دائرية كبيرة محاطة باكياس من الرمل وقد غمرها التراب والدخان ولما لمحتني أنا اركض اتجاهها قفزت من الحفرة كان تريد أن تلاقيني وسط الجسر لكن الجنود منعوها قالوا لها ابقي مكانك يا امنا القصف مستمر والشضايا تتطافر من كل صوب ابنك ها هو قد وصل انزلي راسك يقول امي لم تنحني رأسها استمرت واقفة شامخة واقفة كالشبح حتى التقينا كانت الدموع هي اللغة بيننا لمدة نصف ساعة وانا بحجرها حتى شعرت أنا طفل نظرت بوجهها رأيتها والدخان والتراب يكسو وجهها عينيها شاحبتين متورومتان من السهر والتعب والقلق والجنود من حولي يبكون قلت لها لماذا جئتي يا امي هذه حرب وانت تعرفين الحرب هذه حالها ناس تعيش وناس تصاب وناس تموت وناس تأسر قالت صحيح هذه حرب لكن أنا ام هل تعرفون يا اولادي ماذا يعني ام وبعد ان جلسنا لمدة 3 ساعات قالت انا الان قد اطمأنت عليك يا ولدي وقد رجع نصف قلبي لي الآن اما النصف الاخر فقد احترق وانتهى بالطريق قلت لها سلامتك يا امي لماذا احترق نصف قلبك ..
قالت من كثر ما مرت بنا جنائز الشهداء وهي ملفوفة بالعلم العراقي كل جنازة تمر هي لا شك ستثكل اما مثلي وكلما مرت امامي جنازة شهيد أشعر بنوبة قوية تضربني كطعنة سكين في صدري وتتلف جزء من قلبي .
يقول عبد الهادئ فعلاً رحلت امي بعد سنتان في عام 1987 في المستشفى قسم الانعاش بسبب تلف كل صمامات القلب وتوقف قلبها المتعب الى الأبد .
قلب امي هو مزيج بين حنان الأم وحب الوطن
تلك هي امي الوطن

الفديو يوضح ما تعاني الأم من مخاض الولاده من الم مدمر حتى يولد طفلها .
قبل يد امك وامسح على راسها حتى لو لم تكن مصدر ازعاج لها نحن كائنات حسية عاطفية هذه الحنان الذي تقدمه لها يجدد خلاياها من حيث لا تشعر انت .

ليست هناك تعليقات: