- فخر الأُبوَّةِ-
أبي أنت دون الناسِ بالحبِّ أعلمُ
ألستَ الذي منه الهوى أتنسَّمُ
وقفتُ أمام القبرِ وقفةَ خاشعٍ
كمن قامَ في المحرابِ يوماً يسلمُ
أبي.. أوَهل بعدَ الأُبوَّةِ من هوىً
جدير بأنْ أحني له الهامَ ألثمُ
ألا أيها القلبُ الذي باتَ خافقاً
ترفق فهذا اللحدُ لحدٌ معظَّمُ
أتصور أبي تحت الترابِ مكفناً
فهل تُسرعُ الدقّاتُ أم أنتَ توجمُ
وهل من شِغافِ تُوردُ العينُ دمعها
أم الدهر أنساكَ من كنتَ تُكرمُ
لقد كان هذا الضاجع القبر بسمةً
بها ترشفُ الأنفاسَ والليلُ مظلمُ
وكان ودوداً حانياً متعطِّفاً
يخافُ عليكَ إن أنت تخطمُ
وكان هواه العمرَ تحيا وأن تكن
حياتكَ أن يغنمْ عليكَ ويعدمُ
لقد عاش عمر الكادحين ضحيةً
لنضجك اذ كنت الضمير تعلمُ
فما زلتُ حتى اليومَ أذكر ما مضى
وأنىَّ لماضٍ موجعٍ مؤلمُ
أبي كان يأتي مثقلاً بغذائنا
ويغدو لكسبٍ وهو بالغنم يحلمُ
ويلبسنا أغلى الملابس باسماً
كأنه من تجميلنا يتجسَّمُ
وكان صديقاً عندما نلتقي به
بشوشاً يكادُ وجهه يتكلمُ
وإن كان منّا مشتكٍ ينبري له
وإن كان ممرضه بأعصابهِ تتحطمُ
فويلٌ لنا من حقّهِ وجزاءه
إن كان في خلقِ الملائكةِ يرحمُ
كان طروباً نادراً أن ترى له.
عبوساً وإن ذاق المرارةَ يبسمُ
وكم من نكاتٍ قالها خلدت به
نقاءُ ضميرٍ فهو بالحقِ مسلمُ
أبي كان فخراً للأُبوَّةِ في الدُنا
ما مثله من للبنينِ يكرمُ
صفوح صادق-فلسطين
١٠-٣-٢٠٢٠.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق