الأحد، 19 أبريل 2020

قصيدة {{فجر العذراء}} بقلم الشاعرة الجزائرية القديرة الأستاذة {{حمادوش مريم}}

فجر العذراء 

كالعادة ها أنا أقف على حافة المساء
و ألملم بقايا دموعي المسكينة الخرساء
بعدما إنتشلت جسدي المضرج بالدماء
عندما قبلني و عانقني الإعياء 

فجر العذراء 

دخلت تلك الغرفة التي قطعت عنها الكهرباء
تناولت شموعي الهزيلة لأنني أردت لنورها أن يحوم في الأرجاء 
تربعت على ذلك المكتب الذي كان يعج بكتب الأدباء و دواوين الشعراء 
فطردت الغبار عن دفاتري و تهاطلت دموعي و أجهشت بالبكاء 
عندما رأيت كتاباتي  طريحة الفراش تصارع الوباء

فجر العذراء 

لم أتمالك نفسي و إرتميت في أحضانها و الحزن ينهش فؤادي قائلة:
لا تتركيني 
و من حنانك و عطفك لا تحرميني
إن غبت عني يا ترى من سيحميني من سهام العدو التي تداهم عريني
ان رحلت في حضن من سأغفو و من سيقبل جبيني 
من سيضع المرهم على حروقي عندما تكويني 
الحياة بنيرانها لا تذهبي و لا تدعيني 
وحيدة للظلام لأنه لن يرحمني و في زنزانته الموحشة سيرميني 
و مع من سأنتظر لأرى بزوغ فجري ان لم ترافقيني و تدعميني 
أحبك أكثر من نفسي أحبك حبا جما أرجوك صدقيني 

فجر العذراء 

فأطلقت آهة  قائلة : اه يا فلذة كبدي أصدقك لا تقلقي  لكل داء دواء
لا تقلقي لن اتركك وحيدة و بإذن الله سنتسلق معا القمم الشماء 
و سأكون معك في الصراء و الضراء
و أرافقك و احلق معك اينما تحلقين ايتها العنقاء
و في القريب العاجل ستنفجر هذه الغرفة التي يكسوها الظلام بالأضواء
معلنة عن بزوغ فجر جديد هو فجرك ايتها العذراء
الإسم: حمادوش مريم 
تاريخ النشر: 19/04/2020
البلد: الجزائر

ليست هناك تعليقات: