الثلاثاء، 26 مايو 2020

ج(الثامن) من قصة {{هنا مات وطني}} بقلم الكاتب القاصّ العراقي القدير الأستاذ {{مهند كريم التميمي}}

الفصل الثامن من قصة / هنا مات وطني ..

و بعد مرور الوقت خرجت أمي خرجت أمي من غرفة الضيوف مكفهرة الوجه كأنها  تحمل خبراً سيء لأختي أو قد يكون مؤسفاً جداً , طلبت منها أن تلحقها  لغرفتها , و بعد دخول أختي بدقائق خرج أبي يودع الضيف إلى باب المنزل ثم  عاد قائلاً أين أمك , قلتُ له في غرفتها مع أختي قال أخبرهم أن يلحقوا بي  إلى غرفة الضيوف , فذهبتُ كي أخبرهم بما طلبي أبي مني حينها وجدتُ أختي  حزينة تبكي لا أعلم ما سبب بكائها , فخرجت متجهاً إلى غرفتي و بعد مرور بعض  من الوقت سمعت صراخ أبي و هو يقول في نهاية الأسبوع ستكونين زوجة له دون  مناقشة أو جدال حينها دخلت أختي إلى الغرفة و هي حزينة سألتها ما بكِ يا  بنت أمي أجابت , أباك يود أن يزوجني من رجل بعمر جدي كي يحصل على المال فقط  و لا يفكر بي أو حتى كيف ستكون حياتي مأساويةً معه , حينها  أومئت برأسي  وقلت لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم , و بعد مرور يومان خطب الرجل  أختي و في نهاية الأسبوع تزوجت ثم رحلت إلى بيت ذلك الرجل دون أن نعلم شيءً  عنه أو حتى عمله أو محل سكنه, و لم تقوم بزيارتنا منذ يوم زواجها , و  كانت أمي تلح و تطلب من ابي أن يأخذها إلى بيت الرجل كي تطمأن على أختي و  كان أبي يعتذر بحجة الظروف و العمل و ذات ظهيرة حينما كنا نتناول الطعام  دخلت علينا أختي ملهوفةً على رؤية كل فردا منا بعد غياب سبعة أشهر من يوم  زواجها حينها جلسنا معاً نتناول الطعام و نتسامر و كانت تحدثنا عن حياتها  الزوجية و عن رفاهية الحياة التي تعيش بها و عن سفرها الدائم الى أوربا مع  زوجها و لأدارة شركاته في البلد و خارجه , سألت عن أبي فأجبت أمي أنه لم  يأتي بعد حينها قامت أختي من على مائدة الطعام ثم أصطحبت أمي إلى غرفتها , و  بعد ساعة خرجوا فقالت علي العودة قبل وصول زوجي من السفر عليكم أن تبلغوا  سلامي لأبي سأعود لزيارتكم بعد فترة من الوقت ثم ودعتنا جميعاً و قبلت أمي  من جبينها طالبة من أمي الدعاء لها ثم توجهة مسرعة إلى باب المنزل ثم توقفت  ثم ألتفتت ألينا ثم عادت باكية طالبة منها السماح و الغفران ثم رحلت , و  حين عودة أبي إلى المنزل أخبرته أمي عن زيارة أختي المفاجئه و عن حالتها و  بكائها و كيف كانت تطلب منها السماح و الغفران عند خروجها , حينها جلس أبي  على الكرسي مجهد الحال و كان جبينه يقطر عرقاً كأنه هو السبب لما جرى لأختي  و هو يخفي ما يعرفه , كانت أمي تنظر إليه و كانت تسألهُ هل تعلم شيءً عن  هذا الرجل و تخفيه أجبني أنا لست مطمأنه لما يجري لبنتي و عن سبب أختفائها  أو عدم زيارتها لنا , قال لا شيء سوى أنه تاجر في السوق الكبير و كما  تعلمين بأن التجار كثيري المشاغل و السفر , حينها لم تقتنع أمي بالجواب  تركتهُ أمي ثم دخلت إلى غرفتها , و في منتصف الليل صحوت من نومي لأشرب  الماء وجدتُ أبي يبكي في صالة الضيوف بطريقة مؤلمة جداً و هو يقول أنا  السبب لكل ما يجري لأبنتي , لم أكن أعلم بأن الأمور ستكون بهذا الحال ,  حينها حاولت الدخول لمعرفة ما يجري أو حتى سبب بكاء أبي حينها تراجعت ثم  ذهبتُ لشرب الماء و من ثم عدتُ إلى فراشي , و في صباح اليوم التالي أخبرت  أمي بما جرى ليلة أمس و كانت خائفة جداً من المجهول على أختي و بعد مرور  أيام سمعنا أحدهم يطرق الباب فذهب أخي ليفتح الباب و إلا بشرطي جاء يبلغنا  بأن أختي تم القاء القبض عليها صباح يوم البارحة في أحد البلدان الأوربيا  بتهمة تهريب المخدرات و الأعضاء البشرية , حينها دخل أخي يبكي مسرعاً على  أمي كالطفل تفاجأة أمي في بكاءه و هي تصرخ ما بك تحدث هل حدث شيءً لأختك  أجاب قائلاً بل تم ألقاء القبض عليها بتهمة تهريب المخدرات و الأعضاء  البشرية , حينها لم تحتمل أمي المسكينة هذا الخبر شهقت ثم خرت على الأرض ثم  حملناها مسرعين إلى المشفى لمعرفة ما جرى لها و بعد وصولنا تبين بأنها  دلخت بغيبوبة من شدة الصدمة , و بعد مرور من الوقت بدأت تددهور صحة أمي و  هي ترقد في المشفى وكان أبي غير أبه بها أو حتى لمصير أختي التي زوجها  قسراً , وبعد فترة ليست بوجيزة تحسنت حالة أمي و قرر الطبيب خروجها من  المشفى , و عند وصولنا إلى المنزل وجدنا أبي هناك سألته أمي ما حال أبنتك  قال سأسافر إليها يوم غداً و سأتكفل بالأمر و لن أعود إلى هنا حتى أخرجها  من السجن , و في الصباح الباكر سافر أبي إلى أختي و لا نعلم مالذي حدث بعد  وصول أبي ..
بقلم الكاتب / مهند كريم التميمي !!

ليست هناك تعليقات: