**قطرات المطر أطهر الساقطات**
تَمضي عَقاربُ العِمر عَكس اتجاه السَّعادة
يَدور الكَونُ بنا، رغم ثَباتِ كلّ شيء
على مائدةٍ خاويةٍ
التَهم الدَّهرُ قُصعةَ الشَغَف ولعقَ شِفاهه ساخرًا
عَينٌ على قارعةِ الصُّدفة
وأخرى تَعدُّ خُطوات القَدر
بَينَ كلّ نَبضة ميل
يُغادرني عُمرٌ
يَنتهكُ الرَّمادُ حُرمة ألوان الطَّيف السَّبعة
تَذبلُ زُهور الروح
بكلمةٍ غَضة
أقلّبُ صَفعات الخَيبة
واحدةٌ بَعد الأخرى
لَعَلّي أجدُ فيها شيء
أقلُّ ألمًا
أقلُّ دَمعًا
أقلُّ بقليلٍ، مما يَستَبيحُ ذَبحي
أرتدي كَمّامةً سَوداء
لكي لا يَمتلئ نَسيجها
برذاذاتِ الرماد لذكرياتي المُحتَرقة
فَيُكشَفُ أمري
ليتَ القَلب كومة دَمامل مُتقرّحة
بمشرطٍ حادّ أحزُ نَحره قُربان للبَقاء
ليتَ الحُبّ رذاذاتٍ سِحريةٍ
تُذَرُّ على بُيوتِ البُؤساء
هكذا ولدتِ الزُهور مَحنيّةُ الظهر، شاحبة المنظر
حتى ذلكَ العِطر الفَرنسيّ الهادئ
لم يَعد يُثيرُ شَهوتها الجامِحة
أنا بَقايا لحظة ضُعف عالقة في رحمِ الدُنيا
تأقلمتُ
تكوّرتُ...
حتى شاختْ مَلامح جَوفِها
بَعض أقراص السُّمّ المُغلّفة بالسَّعادة
ومَرارة السُكّر المُتخَّم بالشَجن
كشَرارةٍ دافئة على البارود
أحاولُ أن أتقيّء قَلبي كلما أصبتُ بعسرِ الخذلان
مَن قال أنّ السُقوط شيء مَشبوه؟
"قَطرات المَطر أطهَر السَّاقطات"
قِيلَ أنّ النُّجوم تَهوي لحظةَ الإخفات؟
ها أنا مازلتُ مُضيئة!
عِندَ كُلّ مَحطّة يَدكّني البُؤس
حتى آخر رَمق لليل
كعادتها شَمسُ الصَّباح تُرمّم كُل الجُّروح بِخيوطها
هكذا أعودُ مُشعّةً لنهارٍ آخر
أتَقلّبُ كالحرملِ فَوقَ الجَمر
لأفوح برائحةٍ أشهى.
____________
✍ ريم علاء محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق