🎀 العشاء الأخير 🎀
عهدها ضباباً ياأيها المفتونُ
ألا أيقضت صحوك المسحور
دَّع اكتراثك فالهوى
يعبر هباءٌ ويمور
وتَيَّقَن قلبك تئقاً فكثيرٌ
من الحب سرابٍ وثبور
وأنت الماكثُ رويدك
على نارٍ تتلظى وشرور
فكأن هيامُها يستشريك
نيلاً فويلاً لكأس الدهور
والشوقُ اليها قد طغى
بين عَينَّيَّك بركان يثور
أيها الحالم وثابةَ أملٍ
على خدرٍ ليس موفور
وأستباقك اليها كقطيع
فَرَّاشٌ يُقبلُ أفواه الزهور
أو كالسماء في عينيك
كسوفٌ ليس فيه قصور
ومواقيتَ لم تتسناك
التقاءها رحباءً وحبور
ومن الشوقِ بسملةً
تُرفع وسلامٌ بالحضور
أهي العشواء بالهوى أم
فرط ودٍ قاتل وشعور
أم هل أصاب ذهن الهواةَ
مَزٍ طعمه مسكر وَخَمَوُر
فراحوا يطربون الحب
لحناً شذياً وغرور
ثم أنت من أشباهك
بُّتَ بالصرع مخفور
كالعائدون من زمن الحرب
واحدهم بالخذل محسور
ويشبهُ في الليل صوتهم
ما تموءَ به السَّنّور
واهمون هم موسوسون
نُضَلاء يالكأدهم الموفور
مفلسون ؛ مغضوبون فبئس
الغرام ؛حتفهم الجمر والتنور
قلبي في حال العاشقين
على أمثالك مكسور
أراك مُستاءً كحالٍ قصوى
وفتيل ثورة وزحام جمهور
فرجح عقلك بين
الفطنة والنكبة وَتَّنَوَر
هدئ من روعك واعفِهم
واستغفر لهم أن الرب غفور
أن الأنسان للحبِ يسعى
حتماً عليه ليس منكور
ما أن تثب النوى يَكُّ
عندك المدى طياً كالنسور
أهل الحب ماماتوا
بل عاشوا بعد ماإسروا
والله جميل يحب
الجمال وحبيباً وصبور
قف عندك وأستملك
يواقيت الليل والسحر
ربت غيضك وأستملئ
وتطبب برحيق الفجر
فالكل يرومون إلى خليلٍ
فجد غيك فالليل سمور
تحتاج إلى مصادفةٍ
سعيدةٍ تحفل بالحضور
وحديث بالخير يتلى
وأمسيةٌ وشمعدان ونور
كن فارسٌ في أحلامهن
زاملٌ أو سابلاً أو مسبور
فالنساء وإن اختلفن
فيهن يتشابه المحضور
فعش غني النفس روحاً
وارضها بهجةً وسرور
ورتب عشاءك الأخير بأخرى
فطبع الدنيا لابد يدور
قيس كريم
جمهورية العراق
٢١/٤/٢٠٢٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق