ليس كل ما يقال تعبير، ليس كل جواب نطق به اللسان تقرير، هناك ما هو أشد، حين يتلقى المرء الإساءة من حبيب أو الإعراض من قريب، تنبعث من كينونته إجابة ليس لها حرف ولا تزخر بكلمات، دمعة دافئة من العين منطلقة من خيبة وضيق صدر ممزوجة بكرب للدهر، مارة من باب الرموش تسير حافية القدمين، متوجهة إلى ساحة الخدود، دموع..دموع..دموع، دالها دم منبعث من العين مرتديا ثياب الماء، ميمها ملامة للنفس على تعلقها بمن برروا رحيلهم بسوء القدر، واوها واعظ ينبه بمرارة الاشتياق، عينها عروس فر زوجها ليلة الزفاف فانبجست بكاء وحرقة رثاء على شماتة الأعداء، دموع العشاق تدمير، دموع الغرباء بكاء يسير، دموع المغتربين إحساس بسوء التقدير، دموع الأمهات حنان ودعاء للكبير والصغير، دموع الآباء حب بغية التيسير، دموع الأخت تحفيز وتبشير، دموع الأخ انتصار على سوء المصير، دموع العدو حسد وحسرة بوصول الغير إلى مقام رفيع دون تأخير، الشموع بكت رغم شموخها، بكى الغني والفقير، التعيس والأمير، بكى الجلاد والشجعان كل خضعوا للدموع إن للدموع ينبوع...
#الشاعر والأديب زكرياء القطاري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق