السبت، 7 نوفمبر 2020

نص نثري تحت عنوان {{أرجوحة الصبر}} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الأستاذة {{نادية محمد}}


أرجوحة الصبر
   
ماذا أفعل تعبت كثيراً ومللت أنا أختنق أحتاج الى جرعة من الحياة لأتأكد أني ما زلت حية لقد ضقت ذرعاً من جلوسي على أرجوحة الصبر بدأت أشعر بالغثيان وبرغم من تلك الرياح الحاقدة التي لا تكف عن محاولة تدمير أرجوحتي وهي ترمي بها عالياً في الهواء لو لا تمسكي بها جيداً وحرصي على أن لا أفقدها الأن ف وقت جلوسي بها لم ينتهي بعد رغم أني أكرهها فهي تجذب اليأس الى قلبي الصغير ولكن لا أملك سواها هي تبدو الي الأن منقذتي الوحيدة فأنا أعلم أنها نادرة وقليل من الناس من يملك أرجوحة الصبر ليجلس عليها بكل هدوء يرقب بعضاً من أحلامه وهي تخطو نحو النجاح يراقبها بأبتسامة ولكن سرعان ما تختفي تلك البسمة عندما يلاحظ البعض الأخر من أحلامه وهي تختفي كالسراب ترحل بعيداً عنه حيث لا وجود لها
وها أنا الان أجلس على أرجوحتي وتأخذني الرياح ذهاباً وإياباً وأنا أذهب معها أمد يدي لكي ألمس تلك الأحلام العالقة أمام عيني وما أكاد أمسكها حتى تعود بي الى الوراء وكأنها تخبرني أن الوقت لم يحن بعد وتسرق من بين عيناي دموعي وتحررهم في الهواء فأغمض عيني حزناً وتحتضنني هي بقوة وأشعر بها تلامس كل ذرة من جسدي وأشعر بها تواسيني وتمنحني جرعة من الصبر لكي أستمر بالصمود فربما لم يحن الوقت لكي تتحقق أحلامي ولكن لابد لها من أن تتحقق يوماً ما وبرغم أن بعضها الأخر أصبح واقعاً إلا أن أهم أحلامي ما زالت عالقة في سماء الأمنيات فما لي سوى الصبر نعم فمن يصبر ينال  
ولكن جنون أفكاري وتمرد روحي وصراع عقلي  هم من يرهقوني وكل جزء مني يحاربني لأجل شخص لا أعرف أن كانت نهايتي معه أو بدونه أنا اليوم أتمرد على نفسي وأخون مبادئي وأتجاهل من حولي فقط لكي أرفع راية النصر لقلبي الغبي وعلى رغم أنى أكاد أجازف بكل شيء إلا أنى متماسكة، ما زلت مصرة على أن أجمل الأمور تلك التي تأتي إلينا من تلقاء نفسها تلك التي ترسمها الأقدار ويأتي بها الزمان وليست تلك التي نخسر ونضحي لها ونتعب بالركض خلفها ونحن لا نمتلك أبسط ضمانة بحصولنا عليها نجازف بكل شيء بدافع الأمل فقط
ومصيبتي معك أيها المعتوه أني لا أعلم ماذا علية أن أفعل لكي أنال قربك مني لا أعلم من أي الأمور تكون أنت هل أنت من صنع القدر ولا أحتاج سوى الى الصبر معك أم حرب لا بد لي من أن أحارب العالم لكي أنتصر بك ،،كنت أتساءل الى أي حال أوصلتني تطاردني بكل زاوية في حياتي حتى أحلامي لم  تخلو منك بل أصبحت أنت محور أهتمامها أنت أصبحت بكل شيء لو حاولت أن أصور حياتي الأن وأنت فيها لوجدت نفسي أقف في قفص الأتهام وتهمتي أنت وكل ما يعنيك وعلى مقربتاً مني يقف محامي يبدو كالمغفل لا يهتم بتفاصيل قضيته أو أنه لا علم له بها أصلا ورغم أنه يتصرف بذكاء وله هيبة الحضور ولكنه غبي لا يهتم سوى بربح قضيته ولن يخرج إلا وهو منتصر رغم أن لا منافس له فقط عليه أثبات وجوده يجب أن يكون هو المسيطر ولا تهم العواقب فهناك حل لكل شيء هكذا يظن 0 أنه قلبي الذي قرر أن يأخذ دور المحامي المغرور الذي يصر على أن يثبت أني لست مذنبة بك يحاول أن يجعل لي حق فيك يريد أن أكسب فرصتي معك لذا هو لن يكف عن الصراخ والحديث بكل ثقة وتقديم كل المبررات والايجابيات عنك وعني لكي يقنع ذلك الذي يجلس بملل على مسافة منه ومني ويبدو رزين وبعض لمحات الغضب الهادئة التي يمكن ملاحظتها في عيناه وهو يراقب المحامي وهو يثرثر ينصت إليه جيداً وكل مرة يحاول أخذ الحكم الى صالحه  يمنعه ويربكه مطالباً بتقديم الدلائل أكثر يبدو واثق ومتأكد من كل مرة يتحدث فيها فهو يعيش بطريقة عملية ولا يترك الأمور لصدف  كل شيء ما أن يكون مدروس واضحاً ومناسب حيث الظروف أو يتحول الى مجرد هراء وهكذا يظن هو0 أنه عقلي  الذي قرر هو الأخر أن يأخذ دور القاضي في قصتي فهو يعلم أن أغلب المسؤولية تقع على كاحله لذا لن يخاطر ولن يجازف ولو بأبسط الأمور فالعقل لا يناسبه سوى أحد الأمرين ما أن يكون حكيما بقرارته أو مجنوناً لا يخشي شيئاً،،وقد لا يبدو ذلك مجرد تصوراً لحالتي المزرية وأنما هو أمراً ربما يمكنني أن أسميه محاكمة الروح أو النفس أو الضمير لا يهم هي محاكمة مجبرين على الخضوع لها كل ما رغبنا بحلمٍ جديد ولكن مهما صدرت الأحكام وأن صرخ القاضي قائلاً قد رفعت الجلسة وتم أصدر الحكم وأن بكى القلب لخسارته القضية أم فرح لربحها فلا يعني هذا أن الأحلام قد حبطت على أرض الواقع لتصبح حقيقة نختبرها بكل حواسنا لأن كل تلك الفوضة هي مجرد حرباً نخوضها مع أنفسنا لكي نتقبل صعوبة تحقيق أحلامنا فقط لكي نمنح أنفسنا سبب وفرصة لكي نصبر ونناضل لأجلها 
كم تبدو معقدة مشاعرنا وكم تبدو الحياة سخيفة دائماً تأخذنا عكس ما نريد وتأخذني أنا بعيداً عما أريد                                                                                     بقلم الكاتبة🖊️نادية محمد

العراق،، 

ليست هناك تعليقات: