جَمَال خَفَايَاكَ
*****
تَخْتَبِئ فِي أعْمَاقنَا أسْرَارٌ وَ حَقَائِقٌ قَد لا نَتَمَكنُ مِن مَعْرِفَة مَا هِيَّ وَمَا تَحوِيه أعْمَاقنَا فَفِي بَعضِ الأحْيَانِ نَفشَلُ فِي العُثُورِ عَليهَا وَ قَدْ نَجِدُهَا بَعْدَ جُهْدٍ جَهِيد لِنَكْتَشِفَ أنَّهَا تَحْتَوِي مَا لَا نَعْرِفُهُ عَن أنْفُسِنَا وَ عِندَ السِّبَاحَةِ فِي أعْمَاقنَا تَتَعَددُ الأسْرَار التِي نَكتَشِفُ أنَّهَا تَخْتَلِفُ لِتَتفِقَ وتَجتَمِع بِنَا و عَلينَا فَتَشتَرِك جَمِيعُهَا فِي حَملِ وَجْهٍ آخَرَ لنَا فَتُصبِحُ كَالمَرَايَا نَنْظُرُ لهَا كُل يَومٍ وَرُيّمَا عِدّةَ مَراتٍ فِي اليَومِ الوَاحِد وَلكِن قَد لَا نَرَى إلا مَا نُرِيدُ رُؤيَتَهُ ...
رُبَّمَا تَكُونُ المشكِلَات والصُّعُوبَاتُ التِي تُوَاجِهُنَا فِي حَيَاتِنَا هِي التِي تَدْفَعُنَا لِلبَحْثِ عَن مَا نَجْهَلُهُ فِينَا أوْ مَا نُجْهِدُ أنْفُسَنَا لِنَتَجَاهله وَعِندَهَا فَقَط نُحَاوِلُ التَّعَمُّقَ أكثَر وَ أكْثَر فَنَصْطَدِمُ بِالمُفَاجَئَاتِ التِي لَا يُوجَدُ أصْدَقُ مِنْهَا وَلَا يُوجَدُ أَجْوَد مِنْهَا فِي سَردِ مَا تَسَجَّلَ بِحِرفِيَّةٍ وَدِقَّةٍ فِي أعْمَاقِنَا المَخْفِيَّة وَمَا نَحْفَظُ وَ نَحْتَفِظُ بِهِ وَيَنْتَظِرُ كَمَا نَنتَظِرُ حَتّى نُفْرِغَ مَا بِدَاخِلِنَا فَفِي الوَقتِ الذِي نَجْتَهِد كَي نَكتَشِفَ أسْرَارَنَا بَل مُفَاجَئَاتِنَا التِي قَدْ تَحْمِلُ مَا يَدْعُو لِلعَجَبِ فَلدَى كُل فَرْدٍ مِنَّا مُوَاصَفَات و صِفَات دَاخِلَ شَخْصِيتنَا هِي الصِدْقُ فِينَا ...
يَا ابن آدم لَا تَيْأس مِن رِحلةِ البَحثِ عَن أسْرَارِك وَ لا تَخْجَل مِنهَا وابدَأ رِحْلةَ البَحثِ الآن وَ ثِق بِأن مَـا بِدَاخِلِكَ لا يَكُونُ دَومًا سَيئٌ فَقَد تَحمِلُ الكَثِيرَ مِن مَحَاسِنِكَ الدّفِينَة و المَخفِيّةُ في دَاخِلك لان حَالتَكَ النَفْسِيّة لهَا أكبَرُ تَأثِيرٍ عَلى أنْ تَرَى الحَيَاة كُلهَا جَمِيلة ومَا جَمَالهَا إلا إحْسَاسٌ دَاخِلِي يَنبَعُ مِن أعْمَاقِ القَلب، وهِي أحَاسِيس و مَشَاعر تَنْتَظِرُ الظُهُورَ فَرُبّمَا تَجِدُ مَن هُو أو هِي فِي أمَس الحَاجَةِ لِجَمَالِ خَفَايَاكَ ...
*****
عزالدين الهمامي
بوكريم – تونس
20/11/2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق