الثلاثاء، 1 ديسمبر 2020

قصيدة تحت عنوان {{غيرة ليلى}} بقلم الشاعرة السورية القديرة الأستاذة {{مريم كباش}}

 


** قصيدة بعنوان : غيرة ليلى 

=================

لا تُنكرِ الأشواقَ تبديها لها

وتقول : للأوهام قلبكِ يشربُ

عينايَ تشهد ماقرأتُ بحرفها

والحبُّ من كلماتها يتوثَّبُ

مفتونةٌ بك لم تزل وحديثها

مازال عنك بذي القصائد تُكتبُ

نثرت بغنجٍ في القريض دلالها

وأراك منها عاشقاً تتقرَّبُ

ولمحت في حرف القصيد صبابةً 

تهدي لها شعراً بها يتشبَّبُ

ويفيض قولك رقَّةً وعذوبةً

وأرى ودادك للمليحة يخطبُ

فتثور في أنثايَ نبضة خافقٍ

ويتوه إدراكي وحظِّي أندبُ

يغلي ارتيابي في الحنايا جمرةً

والغيرة العمياء نارٌ تُلهِبُ

وتبيعني للظَنِّ يفترسُ الحشا

والقلبُ في قيد الشُّكوك مُعَذَّبُ

أينَ المحبَّةُ ؟ أينَ ميثاقُ الهوى ؟

كم قلتَ : حبِّي صادقٌ لا يكذبُ

أين الذي أهدى فؤادي حبَّهُ ؟

همساته الأحلى لودِّي تطلبُ

أَنسيتَ ألحان الغرام لعزفها

يهتزُّ غصن القلب حبَّاً يطربُ

وزعمت لاغيري بقلبك ساكنٌ

فحسبتني أنِّي لديك الأقربُ

أسكنتني بيت القصيد فلم أزل

في جنَّةٍ بسعادةٍ أتقلَّبُ

وهمست في أُذُنِ الفؤاد محبَّةً

فيمدّ نحوك ودّهُ ويرحبُ

وحسبتني ليلى وأنَّك قيسُها

وظننت كلَّ محبَّةٍ لي تُوهَبُ

لم تدرِ ياكلِّ الوجود بحيرتي

بدموع صمتٍ في الشُّكوك أُعَذَّبُ

وطفقتُ أهرب والهروبُ متاهةٌ

في داخلي مازال صوتك يصخبُ

وبدأتُ أسألُ والسُّؤال خطيئةٌ

تغتالُ في ذاتي الهدوء وتعطبُ

باللّه قل لي :هل تساقيها الهوى ؟

إنَّ الظنونَ بأرض قلبي تلعبُ

هل بعت ودِّي أم تُراك نسيتني ؟

أم أنَّ قلبك بيننا يتذبذبُ

غيثٌ من الأفكار يطرق خافقي

تنمو بأضلاعي همومٌ تتعبُ

في جبِّ أوهامٍ أراك قذفتني

ألقيت وسواساً بصدري يرعبُ

كُلِّي انكساراتٌ تعاند قوَّتي

أخفي الدُّموع تخونني لاتُحجَبُ

أمشي بلا معنى وينزف خاطري

وعباءتي بؤسٌ بها أتجلببُ

لا تسألوا دمع المُحبِّ إذا جرى

للغدر أو للبين كم يتهيَّبُ !

قد يفهمون الحبَّ سكرة رائقٍ

من كأس محبوب سيُسقَى الأعذبُ

أو يفهمون الحبَّ بوح قصيدةٍ

صيغت على وزنٍ جميلٍ يُعجِبُ

الحبُّ صدقٌ والوفاءُ شرابهُ

أنْ تشرب المعنى فذاك الأطيبُ

مازلت أسأل في اندهاشة مُوجَعٍ

فاللُّغز حيَّرني وفعلك أغربُ

أين الذي قد كان يسقيني المُنى ؟

وكؤوس أفراحٍ وحبٍّ يسكبُ

أضحت دموعي في الفؤاد مقرّها

وإذا يصارعني الأسى يتغلَّبُ

أخفيت في الأشعار بعض مواجعي

فالشّعر يفهم عِلَّتي ويطببُ

أحتاج وقتاً كي أعودَ لصحوتي

وأعيد أوراقَ الزَّمان أرتِّبُ

أحتاج حبَّك للشََّواطيء هدأةً

مازال إعصارٌ بروحي يضربُ

أحتاج قيساً في المحبَّة قد رأى 

دين الهوى ليلى وليلى المذهبُ

أحتاج عمراً بالمحبّة يرتوي

فالعمر دون محبّةٍ لا يُحسَبُ

فاسطع بنور الحبِّ فوق مدائني

ودع السَّعادة شمسها لاتغربُ 

--------------

ريحانة الشام مريم كباش

ليست هناك تعليقات: