الأحد، 17 يناير 2021

قصة قصيرة جداً بعنوان{{ساعة مع نازح}} بقلم الكاتب القاصّ العراقي القدير الاستاذ {{أحمد جبار الجوراني}}



قصة قصيرة جدآ


قصاصة ورقية " ساعة مع نازح " 


بالأمس سافر صديقي الذي عرفته منذ ست سنوات مضت كان أحد المشردين الذين فقدوا عائلاتهم ومنازلهم في أحد المدن شمال الوطن وقد قال لي وهو يتألم والدموع تملأ وجه التاريخ الأحمق :


الظروف أجبرتني على ترك داري المهدم والنزوح من المدينة بعد أن فقدت عائلتي وفُجّر منزلي ، وها أنا ذا اليوم مشرد ، بعدما فقدت كل شيء في حياتي ، حتى خيمة بين النازحين لم أحصل عليها !


لم أحصل على أي تعويض أو فرصة عمل ، أو حتى مأوى . وها أنا اليوم عاطل عن العمل بلا سكن .


بلا مال ، بلا عائلة ، أُجبرتني ظروفي على أن أقوم بالتسول في الطرقات للحصول على ما يسد جوعي محملاً بكل ثقل الحنين والشوق لذكرياتي وأهلي وعائلتي وتلك البيوت التي تحت أنقاضها دفنت أصوات ضحكاتنا وطفولتنا وهمسات عشق شبابنا وأنات عجائزنا وصور كانت معلقة تتنفس عطر المكان وتشاطرنا افراحنا وأتراحنا .


ويسألني ذلك المعتوه ستنتخب في الدورة الأنتخابية القادمة أكيد أنك ستنتخب نصير الفقراء والمظلومين راعي الأنسانية ويقصد به ذلك السياسي الأحمق نفسه الذي باع مدينتي ودمر تاريخها وحضارتها وباع آثارها التي تجاوز عمرها ستة آلاف سنه من المجد والخلود والأشعاع الفكري الحضاري . 


الكاتب أحمد جبار الجوراني 

ليست هناك تعليقات: