قصيدة بعنوان أنا والبحر :
=================
وتسألني الأمواج والبحر عن حالي
وعن دمعيَ المسفوحِ سحَّاً كهطَّالِ
أجيب وفي صوتي أنينٌ ولوعةٌ
وفي كُربَةٍ روحي تبيت وأوجالِ
أيا بحرُ قلبي في الفراق مُيَتَمٌ
ووجدي كجمرٍ في الحنايا هنا صالِ
وأبكي من البين الملَوِّعِ خافقي
أُحسُّ النّوى أوصى ببؤسٍ لأمثالي
وأحباب قلبي في فؤادي مكانهم
وأطيافهم في البال تسعى بتجوالِ
على شاطيء الأيّام أزرع صرختي :
ألا ياغربة الأبناء عطفاً على حالي
ومابين أضلاعي ضرامٌ من الأسى
وفي الصّدر نار الشّوق شبَّتْ بإشعالي
متى يازمان الوصل تسمح باللِّقا ؟
وتنهي عذاباتي وحزني وإعلالي
فجسمي هنا والفكر يبقى أسيرهم
إليهم أرى روحي تطير بترحالِ
دهتنا خطوبٌ بالمواجع أثقلت
حروبٌ وإفسادٌ وبغيٌ بإذلالِ
وإنَّ االرَّزايا والمنايا تصيبنا
بقهر وبالبأساء من غير أنبالِ
ألا بئس هذا الدَّهر يبعد بيننا
بهجرٍ لأحبابٍ وفقدٍ من الآلِ
تصوِّب قوس النَّأي نحوي سهامها
لتقطع أنفاسي وقلبي وأوصالي
أقول وقد فكَّرتُ في أمر خِلَّتي
ولستُ بِنَاسٍ للوداد ولا قالِ
خذوني إلى الأحباب أحيا بقربهم
فإنِّي أعاني من حنيني وأحمالي
ألا إنَّ هذا البعد أصبح متلفي
ويغتالني همٌ بأنياب أغوالِ
أيابحر هل وعدُ المراكب كاذبٌ ؟
متى البُعدُ يُطوَى هل يعودُ لنا الغالي ؟
أيابحر خذني من موانيء غربتي
وأبحر إلى شطِّ التّلاقي بإكمال
فمازال عمري في المواجع جاثياً
وعيني على الأيام ترنو لآمالي
وأقسمت أن أرعى المودّة دائماً
وأبدي إلى الأحبابِ حبَّاً بإجلالِ
أياربُّ إنِّي بالتَّصبر لم أزل
وأرجو من الرَّحمن رفقاً بأحوالي
لعلَّ الأماني بعد عسرٍ ننالها
فيأتي لنا الإسعاد فيضاً بإقبالِ
---------
على البحر الطويل
ريحانة الشام مريم كباش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق