صراخ الصمت
حين أحرر صوتي من دهاليز الصمت
ينجلي الغموض عن حرفي....
فتأتي طلاسيمه كنقوش عرافة
تداعب خطوط الكف...
وعندما تداعبه أمواج يم الشوق العاتية
تحرك قارب شجنه...
فتراه يعلي الأشرعة والزاد يومها قرطاس وقلم....
حيث لا مسافة ولا قياسا يومئذ يساق إليه
سوى هسيس أوتار شب في ضلوعها
لهيب الذات المتوارية خلف الأنا
الماهية لنبض الحرف...
روحها سمت في عشق الروح
والتحفت الوفاء غيمة
كلما زاد لونها الرمادي...
تمطر الحب زخات فتنبت أزهارا
في قلوب الحيارى...
كلما إصطكت لواعجها من برد الإشتياق..
تجوب دروب أولئك الحيارى
فيتغلغل الدفء أوصالها وهناك
يكون الركب قد أناخ عقال المسير
حتى تتخضب من عطر الهوى
المنثور على جنبات أفئدتهم...
فيصرخ صمتها معلنا....
هذه أنا أهوى التسكع بين أوردة
الحرف لأستنشق عبير أنفاس
الغائب الحاضر في حنايا متلهفة
لعمق الشيء من اللاشيء...
حتى تنسج منه أبجدية اللقاء
على أرصفة القصيدة
لتعانق قافيتها من صقيع الحنين
الذي يجوب أحشاء سطورها
العطشى لنسيم وجودك
ونبيذ الهمس من ترياق ثغرك
فتراني أبحث في الحشو والصدر
هل من بقايا لأثرك حتى تستظل به
الروح من حر لهيب الغياب...
كمن يستظل من حر الهجيرة
والفؤاد صحراء أصابها تصحر العروق
من ظمأ إلى غيث ترياقك
لتزهر من جديد
وتمتلأ واحاتها بمياه الحياة...
وهكذا سأظل أغرس بذور العشق
حتى تحمل لك رياح الصبابة أزهارها
مع كل إشراقة يومك...
فتقبل مني باقة ضجيج وتين
من هذيان عاشقة
أ.حياة مصباح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق