السبت، 6 مارس 2021

قصيدة تحت عنوان{{ أحـلامٌ مُهاجـرة}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{أحمد جيجـان}}


 أحـلامٌ  مُهاجـرة

----------

هـا أَنـا ذا
على شطِّ بحرِ الهـوى 
أُداري
شَـهوةَ الرحيل وَحيـداً
و أُنـادي
يا طُيـورَ البحـر هاتي
للَّـذي يَـحْـلُمُ بـِالسَّفرِ  عـَلامَـة ..

جَسـَدي صـارَ حـَريقـاً
يَتَشَـهّى مطرَ  الـغُربَة
و رأسـي صارَ غابَـة
ضَـجَّ في فَسـْحَتِهِ اليـأسُ فَغَنّـى
للمـدى القـادِمِ
مِنْ صُـوْرِ القـِيامة ..

هٰـذي الشواطئُ 
اِستَنفَـرتْ عُـرْيـَها
و اسْـتَشاطَتْ
عِنـدَما انْشـَقَّ القمر
بينَ مَـدٍ و جَـزر
و مَـضى رأسـي إلى مَسـقَطِهِ
و اسْـتَعارَ الّلـيلُ
أَهـدابَ الخَــطَر

هٰـكذا الحـالِمُ بالسَّفر
يَسـتَدعي اشـْتِعالَ الثــلجِ
و الـرّيحِ
و غاباتِ المــطر ..

هٰـكذا
بِـاسْـمِ الـذي جَمَـعَ بينَ الإلٰـه
و بينَ الخطيئة و الشّـهوةِ
أَحـلُم
بِـاسْـمِ مَـنْ وَقَّـعَ اِسْـمَهُ
فَـوقَ أشـرعةِ الألـَم
أنْ يجـوعَ الكـَونُ
أو يَـغرَقَ في البحـرِ النَّـدَم ..

عِنْـدَما يَقتَـلِعُ المـوتُ
جُـذورَ الأمـْكِنة
و يُصَـلّي لِرُكـامِ الـذّاكـرة
تَسْـتَقيلُ الأزمِنَـة
يَحْـفِرُ التّـاريخُ رأسَـهُ
ثـمّ يَغـدو سفينةً مهاجرة ..

هٰـكذا
أَحـلُمُ بِالهَـربِ نحو الآخِــرَة
أَجْمَـعُ الضَّـوءَ إلى الضَّـوءِ
أُضـيءُ العُمْـقَ
و الخَـصْرَ
و رأسَ الـسارية ..
أُوقِـظُ الشَّـهوةَ في البَـحرِ
أُغَـطّي الأَرضَ بالحُـبِّ
و مِلْـحَ المَغفِـرَة ..

أَمْـنَحُ الـبحـرَ عيـوناً
و مَـراكبَ واسِـعة

هٰـكذا الحُـلْمُ يَـبدو
حـينَ وَجـهُ الشّـمسِ يـَطغى
على الجِـهات الأَربَـــعة ...
___________
أحمد جيجـان
دمشق

ليست هناك تعليقات: