الأحد، 28 مارس 2021

قصة قصيرة بعنوان{{الدفتر ذو العلامات الحمراء}} بقلم الكاتبة والقاصّة العراقية القديرة الاستاذة {{ حوراء صادق المازني}}


 " الدفتر ذو العلامات الحمراء "

لقد سئمتُ مظهري المُضحك هذا وملَلتُ من سخريتهم لي كُل يوم فسامر ليس من وراءهِ جدوى فهو مهمل جداً بالرغم من ذكاءه
يجَعلني في كل وقتٍ محلاً للسخرية
بسبب عدم نظافتي وترتيبي انظر الى اوراقي
لقد امتلئت بالعلامات الحمراء والملاحظات التي يكتبها المعلم بغضب ، في كل مرةٍ يقوم فيها بتصحيح الواجب ويرى مدى اهمال سامر
إضافة الى أنني أخجل من بقية الدفاتر فحالما ينتهى المعلم من التصحيح يضعنا على الطاولة ويذهب فيبدأ كل دفتر بالتباهي بترتيب صاحبه له 
وبالكلام الرائع الذي كتبه المعلم بداخل كل دفتر، ولاأعرف ماذا أفعل ياصديقي القلم، فكلام أبويه لم يجدي نفعًا ولاحتى توبيخ معلميهِ وأصدقاءهِ، فكيف بي 
أنا فلاأعتقد أن هنالك حل.
لالاعليك فلنفكر في حلٍ ذكيّ يجعل سامر يستيقظ من إهمالهِ هذا
فسامر يمتلك ذكاءًا لكن عدم تنظيمة للوقت وكونه مهمل جعل منه انسانا كسولاً في نظر الجميع .
_حقًا يا قلم ؟ وماهو هذا الحل؟ 
إسمعني جيداً : كم مرةً يقوم فيها الاستاذ بتصحيح الدفاتر؟
_كل يوم تقريباً لكن كما تعرف فسامر لايهتم لهذا الامر وإن حصل ووبخه المعلم فيكتبُ الدروس بشكل متراكم رغماً عنه فيصبح مظهر أوراقي كما ترى.
_حسناً يادفتر ، اليوم عندما يأتي سامر لكتابة الدروس المتراكمة ويتركك على الطاولة كعادته هذا لكون أمه المسكينة هي التي تقوم بتجهيز حقيبتهِ
كلّ يوم، فعندما ينام سنستعين بصديقتنا الممحاة
ونجعلها تمسحُ كلّ شيء كتبته أنا.
_ حسناٍ لم أفهم بعد ماهو الحل؟
_ عندما سيقوم المعّلم برؤية الدروس المتراكمة لم تكتبْ فسيطفح بهِ الكيل لان سامر برغم اهماله يكتب الدرس وإن كانت الطريقة غير مرتبة
فإنه يحاول إسكات غضب المعلم على أية حال،
لكن هذه المرة أنا متأكد أن المعلم سيتخذ اجراءاً آخر.
وفي اليوم التالي عندما ذهب سامر للصف وكعادتهِ متأخراً لانه لم ينم مبكراً مثلَ كل ليلة
المعلم : سامر إجلب دفترك الى هنا لارى هل كتبت الدرس أم لا
سامر : نعم يا أُستاذ قد كتبته بالطبع
فعندما فتح المعلم الدفتر رأى الاوراق فارغة
ففقد صوابهُ وقام بتوبيخ سامر وطرده الى خارج الصف وقال له إنه لاجدوى من طالب كسول ومهمل مثله.
عاد سامر حزيناً الى البيت فإستلقى على سريرهِ
وهويفكر في نفسهِ
ماالذي ينقصني حتى أضع نفسي في هذا الموقف وأجعل المعلم ووالدي يوبخانني فأنا لستُ غبياً
كما ينعتونني، لكن أنا الآن لاأعرف ماذا أفعل
فصفحات دفاتري غير مرتبة وأنام متأخراً وكل شيء من حولي متراكم، ولا أعرف كيف سأبدأ ومن أين، فنام سامر حزينًا لايعرف من أين يبدأ باصلاح كل هذا.
فسمع صوتَا يناديه سامر ..سامر
فنهض ولازال الصوت يناديه لكن ليس هناك أحد
ثم قال في نفسه لعل هذا كان حُلماً
حسناً سأعود الى النوم، وقبل أن يصل الى السرير رأى دفتره مفتوحاً على ورقةٍ جديدة 
مكتوبٌ عليها وبعبارة واضحة وجميلة
" لاتؤجل عملَ اليومِ الى الغد "
فعرف سامر أن الحل لكل ماهو عليه هو أن يبدأ بإنجاز كل واجباتهِ بنفس اليوم ويقوم بترتيب
وقتهِ وبذلك سوف تكن دفاتره مُرتبة وكذلك غرفته وكل شيء في يومهِ سيصبح جميلاً ومُرتباً
وأنّ الذكاء يتطلب الجهد أيضاً وأنه من الأمكن أن نبدأ دائما بصفحةٍ جديدة ونقوم بإصلاح ما أفسدناه من قبل.

حوراء صادق المازني
العراق

ليست هناك تعليقات: