من دنيا الاحلام
لكرم الدين يحيى ارشيدات
انا كرم الدين يحيى
أغرقتني دنيا الحرمان
بدوامات العذاب
واعتقدت انها اوصلتني
الى نهاية الحياة
وبداية الزمن مع الخوف
والحرمان
ووقفت على دقة كبيرة
من دقات قلبي
وصرخت وناديت بأعلى
صوتي
فلم اسمع إلا الاصداء
وصوت الحرمان يداعب
امواج العذاب
وكررت ذلك مرارا
فلم اسمع إلا الصدى
وبين كل الاصداء والدخان
الذي خيم على ذلك
المكان
كان هنالك خيالات
لأشياء كنت اعتقد بأنها
اوهام خائف
خيالات مرعوب
يفسر الاشياء بغير معناها
ولكني الآن
ايقنت انها حقيقة وليست خيال
رأيت حورية
تدعوني للركوب على
هيكل حوت
أعد مركبا محاطا بالسلاسل
وهي من الياقوت والذهب
في بداية الامر رفضت
وبادرتني بالقول
أنها ستساعدني على
الخروج من حيرتي
وقد سمعت صوتي
وصرخات قلبي
ونداءاتي العاجزة اللامتناهية
فركبت وانا في حيرة
من أمري
واخترق هذا الهيكل
عباب البحر
إلى أن دخلنا بوابة
تطل على منظر جميل جدا
وكأنها جنات عدن
او حتى ربما تكون هي
فاستعنت بالسكون
كمسكن يهدئ من
توتر أعصابي
الى أن رست السفينة
في أحد اركان هذه الجنة
ومشينا معا
إلى ان وصلنا لشيئ
لم اره من قبل
وصلنا الى الجنة
وهي مطوقة بأجمل
الازهار
وهناك فتاة كالملاك
اعتقدت انها حورية من الجنة
لجمالها
ترتدي ثوبا ناصعا كالثلج
عندما بدأت تتكلم
هدأت لصوتها كل الرياح
وقبلها هدأت الضوضاء
التي في نفسي
وعندما أقتربت منها
شعرت بالامان والراحة
والتي لم اشعر بهما مطلقا
نسيت كل الماضي
ونسيت الحاضر
ونسيت حتى انا من اكون
ونظرت إلى عيونها
التي تشع منها كل الرقة
التي خلقها الله
قالت لي اقترب
يا ابن يحيى
وأخذت قدماي تقترب
دون إرادة
ودون تفكير
وشعرت اني اسير
على بساط من السحاب
وسارت إلى جانبي
حتى قالت اجلس
فجلسنا
قالت ما اسمك
قلت لا ادري
وكانت عيوني
تسافر في عيونها
فأمسكت بيدي
وشعرت بأن الدماء
تجري في عروقي
تلهث وتتهافت
لتتجمع في يدي
لتشعر بحنان الجسم
الغريب الذي لامس يدي
وبعد فترة من الصمت
شعرت اني تغيرت
ارتديت لباسا ابيضا
كالذي ترتديه
وكان اجمل لباس في الدنيا
وبلا شعور امسكت بيدها
وبدأت الانغام
تنبعث من كل مكان
وبدأنا نرقص سويا
ونتبادل النظرات
في تلك اللحظة
لم يكن للزمان او المكان
اي معيار في حياتي
ووجودي
فأنا وتلك اللحظة
قد توحدنا
وتوحد بنا العشق الازلي
فكان كل ذلك
مجرد حلم من دنيا الاحلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق