الجمعة، 18 يونيو 2021

قصيدة تحت عنوان{{صَرْخَةُ الأنْفَاسِ}}بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{خالد حامد}}



صَرْخَةُ الأنْفَاسِ

تَقْتاتُنِي مَسَافَاتُ الشَّجَنِ 

عَبْرَ نَظَراتٍ مُلبْدّةٍ بالهَرَبِ 

فَأصْحُو عَلَى رَحيلٍ 

يَضجُّ بِمَقَابِرِ الأَشْيَاءِ 

خَلْفَ تَفاصيل الدَّهْشةِ أسْوَارٌ

مُحَطَّمةُ العُبُورِ مُترَعةٌ كَأْسُ 

الآمَالِ وَبَحرُ الأُمْنِياتِ غريقٌ 

بَارِدَةٌ أرْضُ المَنَافِي وَعَنَاقِيدُ

الحُبِّ حُلُمٌ يَزْهُو بالنُّعاسِ

أُتَمتِمُ بِشفَاهٍ حُبْلى بِعَطَشٍ مُبْتَلٍّ

  أُلاَطِفُ الرّيِحَ فَتَأْبَى أنْ تُصَافِحَ 

تَجَاعِيدَ التُّرَابِ يا لَمُفَارقَاتُ الأَمْسِ

حِينَ يِسْتَسقِي النَّهْرُ مِنْ جَدَائِلِ يَديّ

الآنَ أمكثُ صَرِيعَ الذِّكْرَيَاتِ 

أَشْرَبُ خَيَالَكِ صُوَرا 

فتَتَلَوَّنُ خُطُوطُ السَّرَابِ

تَعاليْ نُلَمْلِمْ أَشْلاءَ الدُّمُوعِ

نَغْسِلْ وَجْهَ الْمَاءِ

عَلَى مَرْأى نَشِيجِ الوَدْقِ

مُبَلَّلَةٌ أَغَانِي الطُّيُورِ

تَعالَيْ يَا مُلْهِمةَ القَلْبِ

أُقرِؤكِ الرُّوْحَ فَلاَ تَنْسَي

أنَّا لِلحُبِّ وَأنَّا إِلَيْهِ نَنْتَمِيّ

تَعالَيْ يَا نُبُوءةَ الأَزْلِ عَبْرَ 

أجْنِحَةِ الْيَقِينِ نَجْتثْ صَدْرَ 

الوَهْمِ، نُقَلِّمْ أظَافِرَ الفَرَاغ 

بَرِيئَةٌ أَرْوَاحُنَا كَسُنْبُلَةٍ تُقِيمُ صِبَاهَا 

فِي تَنَانِيرِ الخُبْزِ 

مَتَى يُحَرّرُ مِلْحُ الأَرْضِ 

وَيَسْتَقِمُ اِعْوِجَاجُ الطَّرِيقِ 

غَداً تُعْلِنُ صَرْخَةُ الأنْفَاسِ  

لَحْظَةَ اِنْتِحارِ الخَطَأِ 

تَعالَيْ نطلِقْ سِجْنَ العَصَافِيرِ

فَإِذَا اِسْتَطفتِ الأمَاكِنُ 

وَانْشَقَّ غِشَاءُ الزَّيْفِ 

فَهَذَا يَوْمُ المُرَادِ وَأعْرَاسُ المَطَرِ 

دَعِينَا نَخْلَعُ مِنَ الصَّبْرِ صَمْتَاً 

نَقْرَعُ طُبُولَ العِشْقِ 

فَترقصُ نَوَافِذُنَا عَلَى لَحْنِ 

هُطُولِ المَطَرِ 

هَكَذَا تُبحِرُ السُفُنُ 

وإنْ جَفَّتْ مياهُ البحر 

ليست هناك تعليقات: