الجمعة، 18 يونيو 2021

قصة قصيرة تحت عنوان {{خورشيد والهمبتة}} بقلم الكاتب القاصّ السوداني القدير الأستاذ {{السيد_نجيب_العربي}}


 قصة بعنوان

 {{خورشيد والهمبتة }}

فرح نساء ورجال القرية كثيرا بمولد الطفل الثاني للسيدة فاطمة بنت علي  وهى زوجة زعيم الهمباتة وسيد القبيلة المعروف ب / العمدة ود إدريس.حيث ولد الطفل قبل طلوع فجر و الذي اطلق عليه والده اسم / خورشيد بتاريخ الموافق 1/1/1900م. يوم الجمعة الموافق 10 رمضان بقرية ود صالح وهى قرية تقع وتقيم في اقصى شمال السودان... نشأة الطفل في بيت عريق و والده/ العمدة ود إدريس وهو زعيم القبيلة وسيدها وهو الامر الناهي ويعرف ب زعيم الهمباتة والعراب الاكبر في المنطقة .يتميز والد الطفل خورشيد بسمات وميزات عده ويجيد ويحفظ بشغف شعر الدوبيت ظل كريما خلوق ذو شجاعة وكرم حتى وفاته . اهتم زعيم القبيلة بطفله / خورشيد وعلمه منذ الصغر الفروسية والاعتماد على نفسه حتي يكون مثله يوما ويصير من بعد وفاته الخليفة وسيد القبيلة . اهتم والده بتعليم طفله خورشيد مبكرا واهتم بتعليمه شيخ القبيلة  المدعو/ احمد ود إدريس حيث حفظ الطفل / خورشيد مبكرا بعض من السور والقليل من الاحاديث والكثير من الحكم وكان ذكيا فطن ذو لباقة وكان يجيد الحديث وايضا يجيد حفظ وفهم الجمل والعبارات سريعا.ومع مرور الزمن والوقت مرت السنوات وكبر خورشيد وصار رجلا له شأن في القرية يلجأ إليه الصغير والكبير وكان ذو مروءة وشجاعة وخلق وقوة وشهامة . ظل خورشيد وبكل فخر يغور علي بعض رجال الاغنياء ومنهم تجار الأبل كبار وهم كثر دون الفقراء يسرق اموالهم  ويقوم بسرقة اموالهم ومواشيهم ويساعد بتلك الاموال الفقراء من ابناء قبيلته. حيث اطلق عليه في القرية لقب الذى شهر به ويعتز ويفتخر به خورشيد كثيرا وهو لقب يفتخر به و يتصف حامله بصفات وميزات عده فريدة ونادرة ولقب بخورشيد... [ همباتي ] وهو لقب يطلق علي الشخص الشجاع الذي يسرق وينهب اموال الغير ويساعد بها الفقراء والمرضي والمحتاجين . ظل خورشيد محبوبا لدى نساء القرية يغنون له فرحين مستبشرين ومعجبين به وبدماثه خلقه في مساعدة الفقراء والغير والمرضى وشجاعته باهرة في سرقة اموال الغير .ظل خورشيد يساعد الفقير والمحتاج  بدون ملل ويكفل الايتام ويحفر الأبار ويعالج المرضي واحيانا يقوم بجمع شباب القرية الاقوياء دون الشباب الضعفاء وذلك للاغارة علي بعض قبائل التي تجاورهم وكان يتم الاغارة عليهم ليلا واحيانا نهارا وذلك لسرقة اموالهم ومواشيهم حيث يعتبر ذلك في معروف القبيلة عندهم و تقاليدهم مقدسة [ فخر وبطولة وشجاعة وإقدام ]  ورجال خورشيد ونساء قريته يفتخرون بخورشيد كثيرا وكثيرا ويعتزون به والاعتزاز بالهمبتة ( فخر ) ويفتخرون بخورشيد خصوصا وإنجازته كثيرا والعمل معا في سرقة ونهب اموال الغير فهو فخر وشجاعة في معروف القبيلة وليس عيبا في تقاليدهم ومعروفهم وفهمهم البسيط....الخ.. وخورشيد ورجاله همباتة ينشدون الشعر فخرا بأنفسهم وإنجازاتهم معتبرة وهى كثيرة جدا ويفرحون بشده بعد كل عملية سطو ونهب تمت من قبل إيديهم بنجاح ويفرحون بشده في نهب اموال الغير ويستمتعون بذلك كثيرا وينقولون  لنسائهم وابنائهم الاحداث كلها ويفتخرون بذلك كثيرا ...  شاع جدا خبر همباتي /  خورشيد ورجاله الاقوياء في المنطقة كلها حتى سمع به الحاكم العام للسودان وكان الحاكم انذاك اجنبي ليس سوداني وذلك نتيجة انذاك لسقوط  وزوال الدولة المهدية عام 1899م ومن ثم قتل الخلفية  التعايشي من قبل المستعمر الغازى لأرض السود. إلا ان الحاكم لم يهتم كثيرا بشأن خورشيد ورجاله وكان مشغولا بجمع الضرائب ومنغمس بشغف في  شهواته وملذاته التى ليس لا حدود.  اصبح خورشيد الخليفة الجديد للقبيلة حتى شاع خبره في جميع انحاء السودان واصبح بعض العوام يرددون للعوام من البشر مقولات وقصص كثيرة وتحذيرات واقوال كثيرة منها مخيفة ومرعبة عن قبيلة خورشيد ولا تخطر علي بال احد' وصار الكثير من قبائل يهابون بشده ( قبيلة خورشيد ) ورجالها . ومن مقولات شائعة التى يتدوالها العوام وشهيرة منها تلك مقولة شهيرة .... "" إياكم والاقتراب من مناطقهم والزواج منهم """ والكثير من التحذيرات والاخبار كثيرة عنهم.. حتى شك بعض الناس في تلك تحذيرات والاخبار التى يتحدث بها العوام . تزوج الخليفة الجديد / خورشيد وظل سيد القبيلة وزعيمها حتى وفاته ( سبعة مرات ) وكان كثير الطلاق والزواج حيث انجب من نسائه خمسة عشر ولدا واكبر اولاده يسمى ( الادهم ) وكان شجاعا كوالده خورشيد. سيطر خورشيد ورجاله علي بعض الطرق ( المهمة ) في شمال السودان ووضع جواسيس واعين في كل طريق يمر به تجار حيث كانت طرق وعرة ومظلمة ليلا. وكانت تمر بها كثير من قوافل تجار ويمر بها العوام كذلك ..وكان ابنه الادهم يتولى تلك مهمات صعبة يغور كوالده ينهب يسرق بدون ملل حتى اصبحت ( قبيلة خورشيد ) من اغني القبائل في السودان وهابها الكثير لقوة رجالها وذكائهم وشجاعتهم باهرة في السرقة والنهب والسطو. عاش خورشيد مائة عام وكان مثالا للشجاعة والقوة ومساعدة المحتاجين والفقراء واصبحت القبيلة تعرف بأسمه ( قبيلة خورشيد ) .وفي اواخر عمره وقد زال شبابه وضعفت قوته حج خورشيد وظل يدعو الله بدعاء عريض طالبا المغفرة والعفو من رب العالمين . وفي يوم من الايام اجتمع مع بعض احفاده وقال لهم بعض مقولات التى ورثها من والده واجداده ومن اقواله الشهيرة التى قالها لاحفاده تلك مقولة شهيرة """ أبنائي كلهم طلعوا نافعين وناجحين لأني ربيتهم بالحرام وإذا كنت ربيتهم بالحلال كانوا طلعوا اى كلام وكانوا طلعوا ما نافعين ""مات خورشيد ولليوم ذكراه حية كالمحيط... 
انتهى...

الهمباتة : صعاليك السودان  
1899 م : نهاية الدولة المهدية 

#السيد_نجيب_العربي
#السودان_الخرطوم

ليست هناك تعليقات: