الجمعة، 18 يونيو 2021

قصة قصيرة تحت عنوان {{طريق العودة}} بقلم الكاتب القاصّ المصري القدير الأستاذ{{محمد كامل محمد}}


قصة من كتاب (لعبة النهاية) الصادر عام 2020 والمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2021 ان شاء الله.
الكتاب صادر عن دار إضافة للنشر والتوزيع بالأسكندرية
طريق العودة
التقطت أنفاسها المتقطعة، تغرغرت عيناها بالدموع، ألقت 
بجسدها اللين على أريكة وثيرة، أغمضت عينيها فغابت عن 
الدنيا، تداعت الأفكار إلى رأسها، جاهدت لطرحها بعيدًا عنها، شعرت برغبة ملحة تدفعها لخوض المغامرة، هبت من مكانها، احتوتها مشاعر الحيرة، أحكمت غلق الأبواب خلفها.
هبطت الدرج على مهلٍّ، عادت إلى الطريق نفسه الذى قطعته منذ دقائق بسيطة، تلفتت يمينًا ويسارًا، أمعنت النظر فيما حولها، تسلل إلى مسامعها ضجيج الباعة الذي يكتظ بهم الشارع، وجذب انتباهها البضائع الملقاة على الأرصفة، فتّشت عن الشاب الذى يتعقبها دائمًا، ارتفع صوت نبضات قلبها، وازدادت حيرتها، ينبض شئ بداخلها يدفعها؛ لتكمل الطريق.
عثرت عليه، وقد دفن رأسه فى نافذة إحدى المحالِّ، استدار 
برأسه حينما تشمم رائحتها وسرت في عروقه، اندهش لرؤيتها ثانية كفراشة ضلِّت طريقها بين البساتين، انسحب 
بعقله، وكيانه يتعقبها من جديد، هدأت فى مشيتها وترنحت 
بدلالٍ، تأجج لهيبه اشتعالًا، أدرك رسائلها المبهمة وإيماءاتها 
َّالماكرة، تعرضت للانزلاق؛ ول كنه تلقّها بين ذراعيه، شعرت معه أنها مسلوبة الإرادة.
حدق طويلًا فى جسدها اليانع، وشعرها المنسدل خلف 
ٍظهرها، تسلل وميضة إلى داخل قلبها، حلّق بها فى فضاء
بعيدٍ، استكانت مشاعرها وهدأ قلبها.
بقلم.. محمد كامل محمد

مصر 

ليست هناك تعليقات: