أوجاع النهر
**********
عندما يصير النهر منفيا
ويصبح المنفى إضطرار
يدمن النهر أقراص الكآبة
ينام فوق أسرته النخيل
على وقع هذيان المياه
يرتخي فوق أوتار الضفاف
كهلا يرتدي صوت الطنين
بين أصابع اللحن الصداع
يتكئ على كوخ فلاح بليل
عازف أسرج مدفأة بماء
لتأكل ما تبقى من نجوم
تأكل شمسها عند المدار
صغارها قيد بجدولها الصغير
سفينة أبحرت عكس المسار
تقيم في محرابه كخمار مسن
بدل قبلتها أمحى الصلاة
يبيع الماء في سوق النخاسة
كالجواري كالعبيد
يلبسها الحشائش يابسات
تعثرت قدماها في شقوق
من تراب قد تمدد كالحديد
قد تكلس فوق مائدة القمار
لتنبت الحشائش فوق الحوائط
من رطوبتها صورتين لطفلتين
كالسعال في ليل الشتاء
مثل خيطين في أصل الجدار
إحداها اتجهت جنوبا
والأخرى اتجهت شمال
تركض كالخيولا دون قيد
حاول أن يعرقلها صمت
السحاب
يظمأ النهر والنخيلات الصغار
عطشى كالفراشات
تنجذب نحو السراب
تمحو الفصول وتغلق ما
تبقى من كتاب........
على المحمودي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق