الأحد، 14 نوفمبر 2021

ج(الاول) من قصة {{ريحانة}} بقلم الكاتبة القاصّة السورية القديرة الأستاذة {{لماحسن}}


ريحانة...
الجزء الاول
فتاة ريفية بعينيها الواسعتين  جدائلها الطويلة الذهبية صاحبة الجبين الشامخ والقامة  الممشوقة في يوم ربيعي ...
.الشمس ترخي  خيوطها الناعسة تغازل السفوح والحقول الخضراء .. تنسج حكاية عشق مع الكروم وجداول الماء  ماتزال في بدايتها طور الإنشاء...
خرجت ريحانة صاحبة العشرين ربيعا ببرائتها المعتادة من دار أهلها الدافئ بيديها الحانتين ورجليها التي لم تعتد بعد على المسير الطويل  ....
.افترشت  الأرض على بساط عشبي كثيف  في إحدى البساتين القريبة
بجوارها سلة قشية  اركنتها  بمكان قريب منها .......
تفحصت  المكان جيدا   راقبت  العصافير والورود وبعض من الحشائش  البرية .......
كانت تعتقد أن الحياة مثل هذا البستان الهادئ  الخير 
ألوانها مزركشة وروائحها ذكية مثلها ما عليها سوى استنشاقها........
فجأة  .....غفلة .....
برمشة واحدة من عينيها الدافئتين  تغير مزاج  الطقس وانقلبت أحواله كشرطي غاضب وحانق في مظاهرة عارمة  ...
وجدت نفسها بغتة في صحراء قاحلة كثبان وجبال رملية 
هنا وهناك ........لم تدري ما تفعل صرخت ونادت  لكن لم يسمع أحد نداءاتها ........
مشت ومشت..  طاردت  قطعان ماشية  انست وحدتها ... أخبرتها انا الفتاة المدللة في بستان أزاهير أمست ربيعي المشرق صحراء و جسدي الطري الندي جسد كهل في الستين من العمر.... 
 أعرابية  هامت بوجه الصحراء . . تتفحص التراب من تحت قدميها قبل أن تخطوا  لعلها كثبان متحركة تحاول ابتلاعها إلى جحيم القاع دونما رجعة .....  
حتى هذه القطعان لم تسمع فضفضتها ولا ترتهاتها.....
استجمعت بعض من قواها ونظرت إلى السماء ......
شاهدت بعض من النجوم البراقة المجتمعة .......
حدثت نفسها لعلها درب التبانة او النجم القطبي الذي كنت اسمع عن في نشرات الأخبار سأتتبعه لعلي أخرج من هذه الطبيعة  الجافة ...الجرداء ...
.سارت بخطى مسرعة وثابتة ....  ..لم تتعب من مطاردة تلك النجوم البعيدة في قبة السماء .....لمحت من بعيد جبال شاهقة ومنحدرات 
فرحت وعلت أصوات ضحكاتها  حتى تلك الأحجار القاسية المتناثرة وشجيرات  الصبار الساكنة أحست بفرحتها..
تسلقت إحدى السفوح القريبة جلست قليلا عندما داهمها التعب لمحت ضوء خافت يلمع بين الكثبان عاودت النزول 

اتجهت ريحانة نحو ذاك البريق اللامع بين الكثبان الرملية اخرجته بسرعة خاطفة .....أنه قلادة قديمة .؟حدثت نفسها بصوت مرتفع......... 

ليست هناك تعليقات: