الثلاثاء، 4 يناير 2022

قصة قصيرة تحت عنوان{{حملتهُ رِياح القدَّر}} بقلم الكاتبة القاصّة العراقية القديرة الأستاذة{{حواء عبدالله}}


(قصة قصيرة) بقلمي #حواء عبدالله 
حملتهُ رِياح القدَّر..؛ 
كانَ يَتسكع بِالشوارع كأنهُ مُتسَّول،
لا عملْ  ولا مأوى  لايَمتلك أي شيء فقط الثِّياب التي يرتديها..
وإذا  بهِ سَقط أرضاً مِن شِدَّةِ التَعب.. هوىٰ على الرَصِيف  وَ أغمضَ عَينيه وهو يَقول  يالنّي مِن رَجُلٍ  مَنحوس مُنذ شَبابي.. 
مَلكتُ أموالاً طائلة  فَأتلَفتُها  عَلى هذا السُم الذّي أشرَبهُ..
 أحْبَبتُ  فَلم أحضىٰ بِحُبي.. 
أضَعتُ كُل شيء حتَّى مَنزِلي الَّذي يَأوِيني..
كان كُل يَوم يُردّد تِلكَ الكَلمات ... حتّى يَغمُض عَينيهِ ويَنامُ على ذلك الرَصيف الذّي إعتادَ أن يأتي إليهِ كُل يَوم.. 
وأنا كُنت أُراقِبهُ مِن بَعيد ..
وفي ذلك اليوم قُلت لِنفْسي سَأذهَب 
وَ سأسئله إذا كانَ يُوافق عَلى المَجيئ مَعي سَأسْكنهُ في مَنْزلي وأجد لهُ عَمل لَعلَ وَ عَسى  أنْ يُغيّر مِنْ نَفسهِ  ويَقفُ عَلى قَدميهِ مُجدداً  أكون بهذا  عملتُ خَير وَ رَدَدتُ الجَميل بالجَميل ..
 فاقَ الرَجُل وَ هو يَقول  كَم أنَ ظهري يؤلمَني  أنا الذّي كُنت أنام على سريراً فاخر  وَ أشرب أفضل أنواع القهوة..
 ماذا جَنيتُ بِحق نَفسي والآن هذا حالي بعد العز.. 
تَوجَهتُ نَحوهُ وَقلتُ لهُ.. 
ياعم  أنتَ إلى الآن في عِزِ شَبابكُ لمَ اليأس.. 
إنهَض اليوم أنا أودُ دَعوَتُكَ على وَجبَة فطور شَهية سَأعيدُكَ إلى أيام زمان وَأتَمنْى أن لا تَرُدّني.. 
إبتَسمَ الرَجُل وَ قال مَن أنتَ يابُني..؟ 
قالَ لهُ حَملَتْني رِياحُ القدّر إليكَ ..
قالَ أنا يئستُ مِنَ القدر لأنه لايأتي إلىَ إلا بالتعاسة..
رَدَّ عَليهِ الشاب قائلًا أتَتذمر على ماكَتبهُ الله لكَ.. 
إنهَض فأنا جائع ولا أستَطيعُ الأنتظار.. نَهضَ الرَجُل وَهو مَحني الظهر
أخَذهُ الشاب إلى أفخم المَطاعِم وَكانوا الناس يَنْظرونْ لهُ نَظرةُ سُخرية وَ إسْتهزاء لِما يَرتَدّي مِنْ ثِيابٌ بالية.. 
إنزَعَج الرَجُل مِنْ نَظرات الناس لهُ..
قالَ لِلشاب يابُني هذا المَكانْ غَير مُناسب لي فَالنَذّهب إلى مَكانْ آخر.. 
لَم يُوافق الشاب وَ طَلَبَ وَ جبَة الإفطار  
وَ قالَ لهُ لاتَنظُر لِلناس ياعَم  فقط إفعل ما أفعل  إجلِس وَ إرفع ظهرُكَ قَليلاً 
وَ كل طَعامكَ كَأنكَ مَلك وَ هذا قَصرُك 
وَ كُن واثِق في نَفسُك... لاتَهتَم بِمَنْ حَولكَ..
 فَالناس إنْ لَم تَجِد فِيكَ عَيباً  إختَلقَتهُ ..
لامَسَ التفاؤل روح الرَجُل وَ بَدئ يَتسَللّ إلى حَنايا روحه .. 
لتَرتَسم بَسْمَة التَفاؤل على ذلك الوَجه المُتعَب..
قالَ الرَجُل  مَنْ أنت وَ مَن الَّذي أتى بكَ إليَ وَ لِماذا تُساعِدني..... قالَ لهُ  أنا ذلك الشاب الَّذي كُنتُ أبيع التُفاح على الرَصِيف.. 
اليَوم أصبَحتُ رَجُل أعمال بِفضل الله ثم بِفَضلكَ.. 
هل تَتذكَرني ياعم ..؟ 
إجابهُ  هذا لايُعقل.. قالَ له الشاب ولِمَ لا  سَأخبِرُكَ كَيف..
أنا ياعم سَمَعتُ نَصيحَتُكَ.. 
قُلتَ لي في ذلك اليَوم عِنْدَما إشتريتَ مِنّي التُفاح وكان إلى جانبي صَديقي الذِّي طَلبَ مِنْي أن ألتقيهِ في الليلِ لسهرة مع الأصدقاء فَعِندَما رَحلَ صديقي  .. قُلتَ لي يابُني أنتَ الآن في رِيحانة شَبابكَ.. إياكَ أنْ تُرافق رُفقاء السوء.. وإياك والتَدخين أو إحتِساء الكحول.. 
أو أنْ تَسهَر إلى وَقت مُتأخر أو أنْ تَهدر وَقتُكَ بِما لا يُرضي الله.. 
وَ أنا سَمعتُ بِنَصِيحَتُكَ.. 
وها أنا اليَوم رَجُل ناجِح بِفضل الله وَ فضلُك.. 
حَمَلتكَ رِياح القدر إلىَ لكي تُرشدَّني إلى الصَواب.. 
واليَوم تَعود بكَ رِياح القَدر لِتَرميكَ أمامي وأنا تَعلَمتُ أنْ لا أنْكُر مَعروفاً  قُدمَ إلىَ في يَوم مِنَ الأيام .. 
فها أنا أردُ جُزء مِنْ مَعروفكَ.. 
لاكنْ كَيفَ لِناصحٍ أنْ يَقع.. 
لَم يَجبهُ الرَجُل إلا جملةٌ واحدة.. 
أنا الذّي أوقَعتُ نَفسي بِنَفسي فَلَم أجد مَنْ أتهمهُ فَرَميت اللومَ على القَدر..
وللأقدار حكايات إخرى .

بقلمي حواء عبد الله_العراق 

ليست هناك تعليقات: