"جموح أُنثى "
تساقطت عَبَراتي فوقَ عِباراتي
فبَهُتَ الحِبر على كَلماتي
لم أحزنْ حينما ابتلَّ الدَّفترُ
فَمِنَ اليومِ لَن أحتاجَ لِتَوثيقِ انهزماتي
سَأُحضرُ دفترًا جديدًا أَملَؤُهُ بانتصاراتي
وأنتَزِعُ الوجعَ شوكةً شوكةً مِن بين غَصاتي
سأُعيدُ تَرميمي وَأُداوي قلبيَ وَنُدباتي
سأبحثُ في أعماقي عن نَفسي القديمة وعن ذاتي
لن أسمحَ للتيهِ بعدَ اليومِ بِأن يَأكُلَ خُطواتي
لن أسمحَ لليلِ بعدَ الآن أن يُذَكرني بِخيباتي
سَأُلقي السَّهر الحزينَ خارجَ حساباتي
سَأُعيد تَصنيعي وَأمحو طَعم المُرِّ مِن كاساتي
سأبدِّل المُرَّ بسكاكرٍ كمذاقِ ثغركِ يا سرَّ حياتي
لن أسقُطَ أمامَ من ينتظرُ أن يَحملَ رُفاتي
أنا أُنثى نَسرٍ حاولوا كثيرًا قصَّ أجنحتي
فَكسرتُ المقص وكُسِروا هم دون أن يروا هزيمتي
يا من تنتظر نهايتي أخشى أنك ستنتظر عمرًا؛ فما تلك إلا بدايتي
من رحمِ القوةِ خُلقت أنا ومن ضلعِ الحبِّ أستمدُ ثَباتي
أنا امرأة لا يحكمها شيء غيرُ الدينِ
فسُحقًا لذاك المجتمع الأبله وعاداته
سأصبح يومًا ما أريدُ وأنثرُ في العالمِ كتاباتي
كَوْني أُنثى لا يجعلني ضعيفةً
ولن يكونَ الضّعفُ من شيمتي
جَامحةٌ أنا وفي لُبِّ أُنوثتي تَلبِث قُوتي
ووسط حشدٍ مُنعدمي الهُويةِ
أُجيدُ الاحتفاظ بهُويتي
كينونتي تكمنُ في اختلافي
وخروجي عن المألوفِ وعن النصِ
تلكَ هي ماهيتي..
صفية أحمد /مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق