معلمي في الحزن
هبت عاصفة ذكرياتِه، وتطايرت جميع أوراق نسيانه، انحنى رأسي لأول مرة بعد زمن من المكابرة والشموخ وأنا ألملم بعثرة الأوراق؛ في الورقة الأولى رأيت لهفة مشاعري وثغرًا يلمع بابتسامتي، وفي الصفحة الأخرى رأيت ضحكات من القلب وغيرة واهتمام ،كل الخطوط تزهو ألوانها بالحب.
وفي الورقة الأخرى رأيت بعثرة وشتات ،فقلبت الورقة مسرعة ، رأيت هيكل البيت يتناثر ، فلم تعد تلك الغرفة ملجأً لراحتي ، أصبحت منهكة بجدران مائلة تهز جميع أرجاء المنزل، وقلبت الورقة رأيت لون الحزن يجسدها ورائحة الغدر تلفلفها،
وفي الورقة الأخيرة رأيت العقل يخلو من نبض القلب، تراجعت قليلًا نفضت يديّ عن جمعها ورائحة تراب الماضي بدأ يتنافرها قلبي.
أردت أن ألملمها ولكن كانت العاصفة عاطفة؛ وهنا كانت أقوى من يديّ، وحينما عم الصمت في جميع أنحاء قلبي تراجعت الذاكرة، وأنا في أولى خطوات دخولي المنزل حرقت دفتر عالمه ومزقت ُ قصاصات ذكرياته في آخر طيف له، ههههه ..يالها من طرفة حب حزينة! و يالها من سكاكين تجتزُ عمق الذاكرة!
ظلال حسن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق