نور قلبي بدد ظلماتهم
عندما تكون في مجتمع يقبع فيه الجهل، وتحكمه تقاليد وأعراف قبلية متعصبة،
لا تعرف لغة الحضارة ولا يهمها رأي الأنثى التي يعتبرونها متاعًا مأخوذًا مع الأمتعة،
هكذا كانت عائلتي، وهكذا هم أهلي وعشيرتي .
كلماتهم لاتزال تتردد في مخيلتي،
وهم يعلمونني الرضا فقط أن أرضى بأن أكون صفرًا على الشمال ،
بأن أكون إمعة، بأن أكون ضد من أكون، بأن لا أتكلم عن الحق ما داموا ضده، وأن لا أشهد على الباطل إن كانوا معه، وأن أتنفس عندما يريدون، وأموت عندما يشاؤون ،وأن أقتل أحلامي دائمًا لأنها لاتناسب عاداتهم ،وأن أدفن آلامي لأنها لاتهمهم.
وبأن أكون مثل القطار يتحرك في مسار واحد دون اعوجاج .
ألم ينفخ واهب الحياة روحي لمهمة عظيمة؟!
أخلقت روحي لتموت في جسدي تحت رحمة مجتمع لايشفع للأنثى ؟!
هل أنتم ملائكة النور؟
ونحن شياطين النار؟
كنت أرى أحلامي توأد حية،
وكنت أتألم ولايحق لي أن أصرخ،
كنت أموت تدريجيًا وألمي وصل إلى أوج ذروته.
إلى أن جاءت لحظة مصيرية
عندما أرادوا أن يكملوا مصيري مع شخص لا أطيق أن أراه يمشي أمامي ،
فكيف بالحياة معه؟!
أحسست حينها أن بركانًا سينفجر، فصرخت، ولكن لست أنا من صرخ إنها روحي التي وأدوها ظلمًا وعدوانًا،
وقلت:" لا،
لن تقبروني مرتين ،
لن أسمح بذلك "،
كنت أقف في ذهول، كيف استطعت أن أكسر كل الحواجز وأخرج عن نصوص مقادير كتبتها أيديهم ليست مقادير أنزلت وحيًا عليهم .
تلك القوة التي وهبتني لسانًا لأمنع مصيرًا أرادوه ليكبلوا قلبي به .
نعم صرخت لأجل الحياة ،
لأجل نبضاتي،
لأجل ما أريد،
نعم استطعت، حاولت، ونجحت، كنت في ذلك الحين قد أكملت الثانوية العامة، كانت أولى خطواتي لأقف ضد ظلم معتقداتهم ، وأبدد ماغرسوه في داخلي،
كانت إرادتي أن أرى نور الحياة ،
وأرى نور قلبي،
أريد أن أبصر بعد أن قبعت في ظلماتهم عشرين عامًا .
مريم عبده أحمد الرفاعي
اليمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق