أستيقظ وحدي صباحًا ، تسمح نافذتي لخيوط الشمس بالعبور نحو وجهي ، أغمضُ عينيّ ، وأقول في نفسي ؛ كم كنت سأكون محظوظًا لو أنني لم أستيقظ . تلدغني عقارب الساعة بصوتها ، وكم أتمنى لو أنه بمقدوري تحطيمها . الوقت يمضي ، أتثاءب ، وأشعر أن هذا الجسد لا يمكنه النهوض . ألعن العمل الذي يذكرني دائماً بذكرياتي . أقول لنفسي ، إن كل معاناتك بسيطة ، تصوري ، طلقة واحدة فقط في رأسك تنهي كل شيء . آه ، لكنني لا أملك سلاحًا ، وأخاف الانتحار شنقًا أو وحدي في حوض الاستحمام . أفكر الآن فيما لو أحببت امرأة مكتئبة وبادلتني الحب ، كيف ستكون حياتي ؟ أتخيلها امرأة تَكره العالم وتلعن كل شيء . امرأة تشبه الوردة عندما تذبل ، جسدها هزيل مثل قلب مراهق ، وملامحها هادئة مثل شخص نائم ، وأسفل عينيها سنوات طويلة من البكاء والأرق . امرأة عندما أستيقظ ، أجدها مستيقظة مثلي ، وتحدق في الفراغ ، ذلك الفراغ المثير ، الذي يشبه العدم . أتخيلنا نجلسُ على طاولة واحدة ، وننظر طويلًا في الطعام حتى يبرد ، ونحسده لأنه مجرد طعام . نأكل ببطء شديد ، ونشعر بالملل . أتخيلها وهي تتكور في حضني ، تبكي بشدة ، ولا أسألها ما السبب ، لأنني أشاركها البكاء . إنها متعبة مثلي ، لهذا نشعر بالراحة.
بقلم الكاتبة
يارا فادي الفراج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق