الثلاثاء، 8 مارس 2022

قصة قصيرة بعنوان{{عمق التضحية}} بقلم الكاتبة والقاصّة القديرة الاستاذة {{ ظلال حسن}}


 عمق التضحية 

بعد عناء وسنين من الحروب،كان ثمرة حبنا  عقد  قران سعادتنا ، في يوم زفافنا شهد كل الأشخاص على عمق حبنا ،
وفي يوم عودتنا من شهر العسل، اصطدمنا بحافلة أخرى ،
لا أقوى على التذكر، فقد فقدت الوعي تمامًا،
عثر في ما بعد على جثمان كل من كان في الحافلة ،إلا جثة أخي كانت مفقوده ،
وأصيبت نيلا زوجة أخي  بضربة قوية في رأسها، فأصيبت  بالزهايمر، فلم تعد تتذكر شيئا، كانت قوة الشبه بيني وبين أخي كبيرة لدرجة لايمكن التفريق بيننا، لم يكن هناك من يعتني بنيلا، فتكفلت بكل مايخصها،وحتى لا أقع بألسنة البشر ،عقدت قراني عليها، وفي قرار نفسي لا  أحتمل مرارة فراق أخي ،في كل لحظة كان يخيل لي أن أخي قد عاد،ولا أعلم ماذا سيتسلل لعقله من أفكار،  تؤلمني كلمات نيلا وهي تناديني حبيبي ،فلست هو وهذا مؤلم،
والعبء في داخلي عميق جدًّا ، في كل طرقة باب كانت  عيوني تتراقص فرحًا عله أخي قد عاد ،سنوات وأنا أتأمل وأتألم  .
كنت أراعي شعورها ،وأحبها، وأعاملها كأنها زوجتي وحبيبتي ورفيقتي ، كنت جرحًا يصب الضماد لغيره ،
كنت العطاء في الجفاف، 
كنت، وكنت ،وكنت ...
وفي مساء لطيف، نسمات الهواء باردة والنجوم تزين جبين السماء، وجبين  نيلا  حيث تمسك يديّ بقوة تتمشى في الشوارع وتتراقص مع الهواء، توقفنا أمام بائع الورد ،فزلت قدمها وارتطم رأسها بقوة بحافة حادة ، وبدأت تصرخ وأغشي عليها.
سارعت بحملها يا أميرتي يا نيلا ماذا حدث لك ،يا حبيبتي،
عند وصولنا للمنزل طرق الباب بقوة، إنه علي  ،إنه أخي  يا للهول ،هل عدت يا أخي؟ أين كنت ؟
بدأت الدموع تزين عيني ،وارتجف قلبي فرحًا،
وفجأة قال لي ابتعد عني ،ما هذا الذي  فعلته ؟لما أنت ونيلا تحت سقف واحد؟
    قلت له بصوت مرتجف، أصبحت زوجتي بعد سبع سنين من الفراق، حتى أحميها ،فقد أصيبت بالزهايمر..
لتستفيق نيلا ،وتتعالى صرخاتها، وإذا بها ترمي به بكل ماهو أمامها ،فيسقط طريحًا وقد وافته المنية.
فعادوا لحبهم ، وعاد إلى ربه خاسرًا قلبه وعمره ،وفي قلب أخيه غلٌ لايغتفر.

ظلال حسن


ليست هناك تعليقات: