الاثنين، 21 مارس 2022

نص نثري تحت عنوان{{القنديلُ الأخير}} بقلم الشاعرة الأردنية القديرة الأستاذة {{هاجر الزهراني}}


 القنديلُ الأخير


ذات ليلةٍ متأخرةٍ ذهبتُ 
إلى مكانِ لقائنا الأول 
كان المطرُ يشتدُّ مثل
أوتارِ  قيثارٍ.
أحدقُ بعينين متسعتين 
 لظلمة الليل المنغمس 
 بضبابٍ تموسقُه هسهسةُ 
 نجمةٍ تهفو لقبابك تحتها، 
يرتعش الندى على أوراقِ
الشجرِ تَلسْعهُ ريحُ صلدٌ
شديدٌ، وحيدةٌ أنا تحت
 تلك الشجرة القديمة 
تعالَ الليلةَ نتصافىٰ، 
فطبعُ الليلِ هو الكتمانُ 
 لأحترقَ كلفافةِ تبغٍ بين
أصابعِ مختل يحتسي رمادَ
المجامرِ من تحتِ أهدابِهِ، 
يتبارقُ الشوقُ مضاءً 
بلهبٍ وحريقٕ ظلَّ 
يتوكاُ علىٰ جُرْحهِ 
 النازفِ تحت ضوء 
القمر الساحر.
 ها قد عاد الربيعُ 
صافياً متسربلاً: 
بالمروج وعلى العشبِ 
 سطَعَتِ الزهورُ في غابةِ
الحنينِ أراقصُ الأفلاكَ 
والنجوم ورنة خلخالي 
 تجلجلُ في أرجاءِالمنازلِ 
المكتظةِ بالثلوج. 

هاجر الزهراني

ليست هناك تعليقات: