الاثنين، 16 مايو 2022

قصيدة تحت عنوان{{ساق الله على أيام زمان}} بقلم الشاعر الفلسطيني القدير الأستاذ{{غازي جمعة}}


__ ساق الله على أيام زمان __
عند الأصيل في
 شرفة منزلي
جلست أرقب
 شمس الغروب
وأرتشف فنجان قهوتي 
على وقع أنغام أم كلثوم
 وهي تشدو
بأغنية شمس الأصيل
 فانشرح صدري
وسرحت بعيدا بأفكاري
حيث أيام الطفولة
في قريتي
العوجا مسقط رأسي
تذكرت أياما 
حفرت في ذاكرتي
حين كنا نجوب القرية
نلعب ونمرح بأمان
حين كنا في نقاء
كالماء الزلال
حين كان الناس
في القرية كلهم إخوان
حين كان الأصدقاء
والجيران خلان
رضعنا مع الحليب
الاخلاص والوفاء
حين لم يكن بيننا خوان
أو جبان يطعن بالظهر
ولا يهمه إنسان
يبيع أخيه بأبخس الأثمان
حين كان المعلم هو 
الإمام والمرشد والإنسان
حين كنا نقدره
 ونشير له بالبنان
حين كان الجار أب
لكل أبناء الجيران
تذكرت كل هذا
في لحظة من الزمان
وقلت في نفسي 
أين نحن الآن من كل هذا
وكيف تغيرت بنا الأحوال
وكيف انكفأنا على أنفسنا
ونسينا كيف يكون الإحسان
وتركنا الفقير يغرق
لا تمد له يد ولا
أحد يشعره بالأمان
نسينا عاداتنا ولحقنا
بركب حضارة 
أهانت الإنسان
وحولته الى آلة
لا تحس ولا تشعر 
إنها جماد بلا وجدان
وابتعدنا عن ديننا 
وغرقنا في فساد
أهان كرامة الإنسان
تنهدت تنهيدة وقلت
ساق الله على أيام زمان

(( غازي جمعة )) 

ليست هناك تعليقات: