الأربعاء، 14 سبتمبر 2022

قصيدة تحت عنوان{{خجلك الشديد}} بقلم الشاعر المصري القدير الاستاذ {{حسام الدين صبرى}}


 خجلك الشديد
 ___________________________________
أَنَا لاَ أنتَقِد خَجَلكِ الشَدِيْد، 
   بَل أُرِيدُكِ أَكثَر وأكثَر
   أُرِيدُ أن أقتَحمَ عَاَلَمكِ 
وبِعِطرِ هَذَا الجَسَدِ أسْكَر
أُرِيدُ أنْ أصطَلِى جَحِيمَ أنفَاسُكِ
وأغفُو عَلى صَدركِ ولاَ أشعُر
حَانَ الوقت، الأُنثَىَ السَجِينَة 
    أنْ تَنتَفِض وتَتَحَرَر
   وتُسلِم لِرِياَحِي الَعَاتية  
   وسمَاءُ أحَاسِيسُهَا تُمطِر
فَلَاَ تَقُوُلِي مَاتَ الَقَلبُ وكَيفَ
      لِلخَرِيفِ أنْ يُزهِرْ
وفي عَينَيكِ ألفَ ألف ربيعٍ
وعَلى خَصركِ سَرِيرٌ أخضَر
فَثُورِي عَلى جَليدِ حَيَاتَكِ وعَلَى
     هَذا الخَوفِ المُستَعْمِر
     واجعَلِي ثَورتكِ البَيضَاء 
             ثَورةُ عَاشِقَة
      تُحكَى للدنيا وتُسطر
ودَعِيني أُلَملِمُ مِنْ عَينَيكِ كَلِمَاتٍ 
لَم تُكتبُ قبلكِ علَى بَردِيةٍ أو دَفتَر
وأغْزِلُ ثَوبكِ الجَديدَ مِن جَسَدِي
        من لَهِيبٍ لاَ يَتَبَخَر
وآرَاكِ كَمَا تَستَحقِين أن تَكُوني
    امرَأةً على أنفَاسِي تِسَيطِر
   مُتعَبَة وذَابِلة بالوَهَمِ سَيدَتي 
               لاَ أكثَر
أنتِ طِفلَةُ فِى عُنفُوَانِ رَبِيعِهَا
وزَهَرة بَينَ النِسَاء أجمَلُ وأنضَرْ
    دَعِينى أشِمُ عِطر أنُوثَتك
فَعِطرُك بينَ النِساءِ أعمَقُ وأخطَر
 ومَابينَ القَلب والعَقلِ ألفُ ألف
  شَجرةُ شِعرٍ بِكِ أُروِيهَا وبِكِ
         مولاَتي سَتُثمِر
دَعِيني أرسِمُ لَوحَاتُكِ بِقَلبي
    وأهَمس لِنَبعَكِ لِيتَفَجَر
   وأطُوفُ شَوارِعُ جَزِيرَتكِ  
        بِألف قَصِيدة بل أكثر
إن الشَوق يَقتُلنى وكُؤوسُ الصَبر
        حَبيبتي لاَ تُسكِر
عَلى شَفَتي وقفت القَهوةُ حَائرَة
    تَنتَظِرُ شَفَتَيكِ كَقِطعَة سُكَر
     فَلَاَ تَخجَلِي ولَاَ تَخَافِي
     مِن جُنونِ القَلبِ إذ تَهَور
لَملِمِ مَاتَبقَى من رُفَاتٍ واستَفِذي
    واستَفِذى قُوتي لأعبُر
    وأعِيدِي بِنَائي عَلَى يَدَيكِ 
    وحَرِري المَاء الذى تَحَجَّر
        وسَافري بي مَاشِئتِ
      من خَطرٍ بعيدٍ للأخطر
واعبَثي بدفَاتري ومَزقِيها لوشِئتِ
          واترُكِيهَا تَتَبعثَر
  ورَقصِيني والهِميني كلماتٍ
   تُنقَشُ عَلَى صَدركِ لاَتَتَبَعثَر
وكُونِي لِي مَأوى ووَطَن فَوطني 
    حَبِيبَتَى لاَ يَسمَع ولاَ يَشعُر
سَئمت زَنازِينَه وسجَّانه وسَيافَهُ 
           الذي لاَ يُقهَر
 تَجرعتُ فيه كَأسَ الهَزيمةِ والمَذلة،
    وزَعَمَ حُكَامهُ أنَهٌ كَأسُ مَرمَر
     ورَأيتُ فيهِ شبَابي يبورُ  
ووطَنِى يَسألُ أينَ الرَبِيعُ الأخضَر؟
 تركتهُ، رحَلتُ عنهُ واتخَذتُكِ أنتِ 
            وطني الأكبر
 أنَا ألفُ ألف أُحِبُكِ فَدَعِينِي آرَاكِ
           كَما أتَصَور
 ____"______________________________
حسام الدين صبرى

ليست هناك تعليقات: