زرعتُكَ
------------------------------------------
زَرَعتُكَ أشجَارا في خَرِيفِ العُمر
ورجَوتُ الضِياءَ مِنَ الظلاَمِ
وكَمْ رَاقني الضيَاعُ خَلفك وكَانَ
الدَمعُ قِبلَةَ الأيَام
وهمًا شَرِبتَهُ في رِحَابِكَ
وفي مِحرَابِكَ رَاقَ التَهجُدِ والهيَام
وصفحَاتُ الهوى كُنتُ
بِالوَجدِ أملؤها َ في مِدَادُ الَليل
ولاَ جَفت الأقلاَم
واغْتَربتُ عُمراً في قصَائدٍ
لِأُهدِيكَ شِعراً
وعَصِفت بيَ الحروبُ
لأهديكَ السلام
عُصفُورُ أحمِلُ الشَمس إلى عَينَيك
في الَليل
وأحُط عِشقًا عَلى كَتفكَ وأنَام
فَلا خَوفُ ولاَ فَزعُ والطفلُ بينَ
زراعين أمِهِ
كَفُ بهِ المَاء وكَفُ وردُ وأنغَام
وكَأني زَرعتُكَ في أرضٍ
لاَيَنموٌ بهَا زَرعاً
وحرامٌ أنْ تُسقَى فِيهَا الأحلاَم
اقتَلعتُكَ الرِيح عَمدًا وصَارَ
القَصرُ حُطَام
وخَلفَ الهَجرُ خرَابًا في عُمري
ونَزفُ جراح لَم تُوقفهُ الأيَام
إنَ حُزني عَميقُ جدا عَليكَ وعَلي
مَاذَا بَقِيّ منَ الغرام
غَيرَ دموعاً تَجلدُنا وذكريَاتٍ تَحرِقُنا
وسطورُ مِن بعضُ كلام
أودعتَ قلبي مَهبَ الرِيحِ
فَمَاتَ شَوقًا مَاتَ ألمًا
فَأينَ يكُونُ العزَاء
أفي عَينَيكَ يَامِيلادي اليوم
عزَائي يُقَام
أينَ أدفنُ قَلبي وأشعَاري بعدما
ضَاقَ بي صدرك وأينَ
أينَ يَحُطُ الحمَام
زَرعتُكَ وسقَيتُكَ وانتظرتُ ثِمَارُك
فَأكَلتُ جُوعي وشَربتُ عَطشي
وتَلحفتُ الصَقيع ومَكَثتُ بينَ
جَلدٍ وألاَم
-----------------------------------------
حسام الدين صبري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق