الأربعاء، 26 أكتوبر 2022

قصة قصيرة تحت عنوان{{الدجاجة العرجاء}} بقلم الكاتبة القاصّة الجزائرية القديرة الأستاذة {{نعيمة غنيات}}


.......الدجاجة العرجاء .............
كان يا مكان في قديم الزمان يحكى أن ديك نصبته الديوك  قائدا للقبيلة لحنكته و نشاطه و سرعه  حركته .
و كان هناك  أربعة دجاجات يتميزن بخفتهن و صحة أجسادهن اختارهم الديك سيدات القبيلة لأن بيضهن ذو جودة  عالية ،  هذا ما رفع من قيمتهن و علو شأنهن ، و خاصة الدجاجة  البيضاء ، التى لا يضاهيها أحد، و هذا ما نتج عنه الغيرة من الدجاجات الثلاثة ،  و في أحد الأيام خرجن  إلى المزرعة و بينما هن يبحثن عن  الطعام ابتعدن قليلا و إذ بثعلب ماكر تهجم عليهن ، الدجاجات الثلاثة حالفهن الحظ هربن أما الدجاجة البيضاء تهجم عليها و حاول أن يأكلها لكنها بفضل حنكتها،  أصابته في عينيه بمنقارها حتى  فقد البصر و شاء القدر أن تنجو ، لكنها تعرضت لجروح بليغة ، خاصة على مستوى الفخذ و خلال عودتها إلى الخم نزفت كثيرا  و عند وصولها أغمي عليها ، لكن بالاهتمام و الرعاية الصحية و مع الأيام تجاوزت مرحلة الخطر  ، لكن للاسف أصبحت عرجاء و نحل جسدها و تشوه .
  تمشي بصعوبة و ما حز  في نفسها كثيرا التنمر و السخرية التى تعرضت لها من طرف الدجاجات الثلاثة، و اهمال و تجاهل  الديك لها ،  لم يعد يستشيرها و لا يهتم لأمرها بعدما كانت ذات منصب و شأن كبير ،  و اليوم بسبب اعاقتها و مظهرها لم  تعد لها أهمية ، حزنت كثيرا لكن ما باليد حيله الكل ينفر منها بقيت سنة على هذا الحال فقدت مكانتها و الديك لم يعرها أي اهتمام،  بل يراها عبء و ثقل و كانت ترى في عينيه الاحتقار و الكراهية .
  في أحد الأيام زاره ديك من القبيلة  المجاورة يشتكي من تهجم الثعالب و تكبد خسائر كبيرة و تعرضه إلى أضرار، و طلب المساعدة من الديك أن  يعير له دجاجة من الدجاجات الاربعة بعدما شاع الخبر عن انتاجهن بيض ذات نوعية جيدة ، و ترجى الديك أن يعير له  احدهن، تبسم القائد و قال له أكيد يا صديقى لماذا نحن أصدقاء، لديا دجاجة عرجاء فهي لك بالمجان ، خذها هدية ، خرج باتجاه الدجاجات و قال لهن لا أريد اخبارها الحقيقة  لا أطيق منظرها ، قلن لها أن الديك بعثك في مهمة لمدة شهر ثم تعودين معززة و مكرمة إلى القبيلة .
 يضحك باستهزاء و يقول تخلصت منها بسهولة، منذ زمن أريدها أن تغادر و تمنيت أن  تأكلها الثعالب.  فهي لا تصلح للبيض و لا للحم ، إنها عالة  عليّ  و على القبيلة، تبسمت الدجاجات و فرحن بشدة و قلن للديك لقد فزنا و إنتصرنا . سمعت كلامه و كلامهن حزنت كثيرا .
 حدثت نفسها : عندما كنت جميلة و أبيض كم كان فخورا  بي ، و لما تعرضت لهذا الحادث الاليم نسى جهدي و تعبي و نصائحي التى بفضلها هو اليوم قائد و القبيلة تحتل المراتب الأولى..........
 أخبرتها إحدى الدجاجات ، ابتسمت  ؟و قالت : سمعا و طاعة ، خرجت من القبيلة و الحسرة تقطعها و تخنقها لكنها تخفى حزنها العميق ، بينما هي في الطريق،  التفتت ورائها و إذ بها تسمع قهقهات متعالية، زادت في جراحها و ألمها،تمشى ببطء رويدا  رويدا، حتى ابتعدت عن قبيلتها.  
 دخلت إلى القبيلة الأخرى ، لقت استقبال و استحسان  من أهلها و عاملوها برفق و لين حتى تحسنت حالتها ، و بعد  مرور شهر ، استعادت صحتها و تقوى جسمها .
بعد  أيام  غابت تفقدها الديك ، بحث عنها في كل مكان لن يجدها ، و في اليوم العاشر  دخل خم مهجور  و جدها ميتة حزن عليها كثير ،  قلبها  وجد تحتها عشرة بيضات من ذهب ، فرح للبيضات  لأنه  في وضع مالي سيء .
بكى بحرقة شديدة عاشت في القبيلة شهرين عرف قيمتها و احترمها كثيرا لحسن أخلاقها و تدبيرها 
كانت تخفى سرا كبيرا  ، و  في عينيها حزن دفين ، قليلة الكلام لكن إنجازاتها خير مثال .
  استعاد الديك قوته و مكانته بفضل الدجاجة العرجاء التى أنقذته من الإفلاس  و أصبحت قبيلته يضرب بها المثل  في قوة اقتصادها  ، و لما سمع الديك الخبر ندم  لتفريطه و تجاهله لها و  التخلص منها،  و هي  التى تحمل في أحشائها  المال و الثراء.
أصيب بنوبة قلبية كاد أن يموت و مع الوقت قبيلته  فقدت هيبتها و مكانتها بعدما تسرب خبر احتقار و سوء المعاملة للدجاحة لاعاقتها و  كيف تخلص منها بكل قسوة و لم يحترم شعورها  و هي جوهرة رماها  و لم يعرف قيمتها إلا بعد خسارتها  و تنحى من منصبه ، و هذا جزاء التسرع و عدم الإخلاص للآخرين و من لا   يعرف قيمة النبلاء و الحكماء

نعيمة غنيات الجزائر 

ليست هناك تعليقات: