الاثنين، 3 أكتوبر 2022

قصة قصيرة تحت عنوان{{ جرح غائر}} بقلم الكاتبة القاصة المصرية القديرة الأستاذة{{عبير جلال}}


 جرح غائر،،،

إستيقظت في الصباح على قطرات المطر وهى تداعب نافذتي،،
نظرت ابحث عن الشمس وجدتها تشرق بإستحياء بعد أن غابت خلف السحاب،،
يوم من ايام الشتاء الدافئة نهضت من سرير وتناولت فطوري على عجل وابدلت ملابسي نظرت في مرآتي أتزين بعض الزينة البسيطة إبتسمت لنفسي في مرآتي وذهبت لعملي،فأنا أعمل مهندسة في شركة مقاولات كبرى منذ تخرجي من الجامعة منذ خمس سنوات،،،وصلت لشركةبعد نصف ساعة في المواصلات وبعد إلقاء التحية على زملاء العمل،ذهبت لمكتبي لأقوم بمهام عملى،،،
بعد مضي حوالى ساعتين شعرت بدوار شديد وألم شديد في صدري،،
فقررت أن أزور الطبيب لأعرض عليه ماأصابني،،،
إتصلت بخطيبي ليكون معي عند زيارة الطبيب،فأنا مخطوبة من سنتين وزواجي بعد ستة أشهر،،،
وصلت أنا وخطيبي للطبيب وعرضت عليه مأشعر به وبعد الكشف طلب مني أشعة وتحاليل والعودة له بعد ظهور نتيجة التحاليل،،،
بعد حوالي اسبوع ظهرت النتيجة وانا مازلت اشعر بذلك الألم المؤلم والدوار،
ذهبت للطبيب ومعي الأشعة ونتيجة التحاليل،
بعد النظر فيهم إعتلى وجه العبوس ،،حاول أن ينظر بعيدا عني ولكنه في النهاية طلب مني زيارة طبيب أخر متخصص في حالتي، 
ودعني الطبيب بنبرات حزن في صوته لاأعلم لماذا هذا الحزن. ولكنه قال لي ارجوك بسرعة الكشف عن الطبيب المتخصص في اقرب وقت،،،
ساورني الشك أني اصببت بمرض عضال،طمئنني خطيبي وقال لعل الامر بسيط إن شاء الله،،
بعد يومين ذهبت للطبيب المتخصص وبعد الكشف وقرآة التحاليل والأشعة،صمت وكأنه دهر من الزمن ،،وقال،يإبنتى بكل اسف انت مصابه بسرطان الثدي،،كانت صدمة كبرى حين تكلم وقال يجب بإسرع ما يمكن إجراء جراحة إستئصال الثدي المصاب وإلا سوف ينتشر المرض في الجسم كله ،
لم أنبث بحرف فقد كنت في حالة من الذهول،
تساؤلات تدور بداخلي،كيف حدث هذا،فأنا شابة في مقتبل العمر أملاء الحياة حيوية وبهجة،،كيف يحدث هذا وفرحي على الأبواب،أفقت من هذه التساؤلات والدموع تنهمر على خدودي كأنها شلال منهمر،،فإذا بالطبيب يقول يإبنتى تحلى بقوة الإيمان،إنها كلها مقدرات الله
يجب السرعة في إجراء العملية،نظرت لخطيبي ونظر لي وهو في حالة صمت مطبق،أمسك يدي ورتب عليها وقال سوف نأخذ القرار في اقرب وقت أيها الطبيب،،
إستأذنا وإنصرفنا سرنا في الطريق تبكي بدون صوت من هول المفاجأة،،
وصلت لمنزلي وأنا في حالة يرثى لهامن الإعياء،،
أغلقت حجرتي وبكيت بكاء
وبكيت بكاءا حارا لماأصابني،،إتصل بي خطيبي وقال لى يجب أن نسرع في قرار العملية فقلت له أتدري نتائج العملية،قال نعم أدري ولن تؤثر في شئ،،
ظل يتحدث معي حوالي ساعتين يشد من أزري،مر أسبوع صعب جدا لإتخاذ القرار،ذهبت للطبيب مع خطيبي وقررت إجراء العملية باسرع وقت حفاظا على باقي جسمي من المرض،
كان يوم ممطر ذلك اليوم كان كئيب بعض الشئ يوم العملية،،
قام الطبيب بإجراء عملية الإستئصال لثدي المصاب،ومكثت في المستشفى حوالى أسبوعين لم يتركني خطبيبي لحظة فيهم،كان شبه مقيم معي يشد من أزري ويطمئن على الجرح من الطبيب،
وبعد الأسبوعين خرجت من المستشفى لمنزلي لأكمال فترات العلاج المتبقية،،،
وقفت أمام مرآتي لأنظر لنفسي وماخلفته الجراحة لقد تركت جرح غائر بجسدي وبنفسيتي،،فقد أصبحت غير كاملة الانوثة بعد أن كنت شابة غاية في الجمال،إنهمرت الدموع من عيناي تحرق خدودي من شدة الألم النفسي الذي بداخلي،
بعد مضي فترة على الجراحة زارتني والدة خطيبي في منزلي،،
وبعد التحية والإطمئنان على حالتي كان حديث الصراحة منها ،فإذا بها تقول إنهاترفض إرتباط إبنهابي بعد ما حدث لي،
وأن أعتبر الخطوبة منتهية،قلت لهاكيف هذا فإذا بها تقول لن
لن أوافق على زواج إبني منك وأنت ناقصة الأنوثه ولديك هذا الجرح الغائر،وهذا رأي أبني،،،
ثم تركتني أبكي ورحلت بعد أن هزمتني،
فلم تهزمني الجراحة بل هزمتني والدة خطيبي بكلماتها القاسية التي تركت جرح غائر في قلبي،،،
بقلم عبير جلال
مصر ،الإسكندرية
٢/١٠/٢٠٢٠

ليست هناك تعليقات: