(حرية وكرامة)
بقلم/ عمر أبو العلا -- مصر
.
"عَلَتِ الزغَاريدُ والتهانئُ مِن هُنا وهُناك ،
ومِن ذا وذاكَ ،
والسماءُ الصافية تزدانُ بالنجوم ،
والقمر مُتَلألِئاً ،
كأنَّ الحفلَ يقامُ أيضاً في السماءِ
كما هو علىٰ الأرض
والراحلون ،
الحاضرون الغائبون ،
يهنِّئونَ أنفسَهُم وأهليهِم
ببلوغِهم مُنتهىٰ الآمال ،
ويُبشِّرون بولادةِ تَوأمَتينِ جميلتين ،
مُتأملِينَ بأنّ علىٰ يَدَيهِما
ستتغيرُ ملامِحَ المستقبل ..
وبين أفراحِ الحالمِينَ
والآمالِ المرتسمةِ للغد ،
تُنجِبُ الجميلةُ مولودَتيْها ،
الأكثرُ منها جمالاً ،
وَشَمَتِ الأم طِفلتَيها وَشمَينِ باسمَيهِما ،
لتَسعدَ القلوبُ ،
وتهدأ النفوس ،
وحتىٰ الأرواحُ الهائمةُ في عليائِها تستريح ..
لكن ،
سرعان ما بدأتِ الغيومُ تتلبّدُ من جديدٍ ،
وتدريجياً ،
تنقلبُ الأجواءُ في إشاراتٍ تُنذِرُ بالخوف ،
وتدريجياً تعودُ الغِربانُ لتهجيرِ الطيور ،
واقتلاعُ النّبتِ من الجذور ،
وانتشر الجَمرُ علىٰ الطرقات ،
ليَحرقَ كل ذاهبٍ وآتٍ ،
وتَمر الساعات ،
والأيام والشهور والسنوات ،
ويتساءل الناس :
أين تِلكُما الوليدتَينِ الجميلتَينِ ؟
تصَارَخَ الرجالُ وانتحبتِ النّساءُ ،
عندما اكتشفوا جُثتَينِ قديمتَينِ لطفلتَينِ ،
مقتولتَينِ برأسَيهِما من الغِربانِ بِنَقرتَينِ ،
ورغم مرور الزمن ما زالَتَا حديثتَينِ ،
كانت هذه هي الصدمةُ الفازعةُ لكلِّ ناظرٍ ..
لكن ،
كانت الصدمةُ الأكبرُ لما كشفوا الوَشمَينِ ،
إنهما هاتَينِ التوأمَتَينِ ،
وعلىٰ كتفَيهِما وَشْمَينِ باسمَيهِما ،
.
(حرية) و (كرامة)" ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق