الأحد، 13 نوفمبر 2022

نص نثري تحت عنوان{{حرية وكرامة}} بقلم الكاتب المصري القدير الأستاذ{{عمر أبو العلا}}


 (حرية وكرامة)

بقلم/ عمر أبو العلا -- مصر
.
"عَلَتِ الزغَاريدُ والتهانئُ مِن هُنا وهُناك ،
ومِن ذا وذاكَ ،
والسماءُ الصافية تزدانُ بالنجوم ، 
والقمر مُتَلألِئاً ،
كأنَّ الحفلَ يقامُ أيضاً في السماءِ 
كما هو علىٰ الأرض 
والراحلون ، 
الحاضرون الغائبون ،
يهنِّئونَ أنفسَهُم وأهليهِم 
ببلوغِهم مُنتهىٰ الآمال ،
ويُبشِّرون بولادةِ تَوأمَتينِ جميلتين ،
مُتأملِينَ بأنّ علىٰ يَدَيهِما 
ستتغيرُ ملامِحَ المستقبل ..

وبين أفراحِ الحالمِينَ 
والآمالِ المرتسمةِ للغد ،
تُنجِبُ الجميلةُ مولودَتيْها ، 
الأكثرُ منها جمالاً ،
وَشَمَتِ الأم طِفلتَيها وَشمَينِ باسمَيهِما ،
لتَسعدَ القلوبُ ، 
وتهدأ النفوس ،
وحتىٰ الأرواحُ الهائمةُ في عليائِها تستريح ..

لكن ، 
سرعان ما بدأتِ الغيومُ تتلبّدُ من جديدٍ ،
وتدريجياً ، 
تنقلبُ الأجواءُ في إشاراتٍ تُنذِرُ بالخوف ،
وتدريجياً تعودُ الغِربانُ لتهجيرِ الطيور ،
واقتلاعُ النّبتِ من الجذور ،
وانتشر الجَمرُ علىٰ الطرقات ، 
ليَحرقَ كل ذاهبٍ وآتٍ ،
وتَمر الساعات ، 
والأيام والشهور والسنوات ،
ويتساءل الناس : 
أين تِلكُما الوليدتَينِ الجميلتَينِ ؟

تصَارَخَ الرجالُ وانتحبتِ النّساءُ ،
عندما اكتشفوا جُثتَينِ قديمتَينِ لطفلتَينِ ،
مقتولتَينِ برأسَيهِما من الغِربانِ بِنَقرتَينِ ،
ورغم مرور الزمن ما زالَتَا حديثتَينِ ،
كانت هذه هي الصدمةُ الفازعةُ لكلِّ ناظرٍ ..

لكن ، 
كانت الصدمةُ الأكبرُ لما كشفوا الوَشمَينِ ،
إنهما هاتَينِ التوأمَتَينِ ،
وعلىٰ كتفَيهِما وَشْمَينِ باسمَيهِما ،
.
(حرية) و (كرامة)" ..

ليست هناك تعليقات: