الخميس، 17 نوفمبر 2022

قصيدة تحت عنوان{{مدنُ الملحِ}} بقلم الشاعر الفلسطيني القدير الأستاذ{{صفوح صادق}}


 - مدنُ الملحِ -


على شالها طرَّزتُ أُغنيةً
حروفها مِن صباحاتِ العشقِ
في وطني
ووزَّعتُ أحزاني على أطرافِ فستانٍ

وخصرٍ يشدُّهُ قفطانٌ مِن ألماسِ
رُحتُ مساءً عندَ مغيبِ الشمسِ
أُرَتِّبُ أحلامي حسبَ الأبجديةِ في وطني
القدسُ لها وزنُ ميزاني
هيَ قيراطُ ذهبٍ وقعَ بيدِ الشيطانِ

وجنينُ ونابلس والخليلُ وبيسانِ
كلُّها مدنٌ تَعَرَّت أمامَ حكَّامي
وحتى ناصرتي وحيفا وكُلُّ مدُنُ الملحِ
تهرُبُ في سفرِ التكوينِ مِن الجانِّ

وغزةُ باتت على شفيرِ الموتِ
وحاكمها يأكلُ السُّمنَ والسمكَ المشوي
وأهل غزَّةَ تأكلهم الحيتانِ

أضعتُ شالَ حبيبتي في أزقَّةِ الموتِ
وتناثرتْ حباتُ الموتِ مِن عقدٍ 
زيَّنَ صدرَ شهيدٍ
أرهقتهُ زفراتُ العشقِ
كانَ بالأمسِ يحلمُ بزهرِ البيلسانِ

وصهيلُ خيلٍ مسافرٍ هاجرَ عنوةً
نحوَ شاطيءِ الليلِ البهيمِ
يبحثُ بينَ أشلائي عن ظلٍّ
فقَدَ عنواني.

صفوح صادق-فلسطين.
١٧-١١-٢٠٢٢.

ليست هناك تعليقات: