مُفارقة
(بينَ الأمسِ واليومِ)
•لمَّا كنَّا نزرعُ الأرضَ
كانَ الرِّزقُ يكفينا
وكانتْ لنا عاداتُنا وقيمُنا
وكنَّا نصونُ العَرْضَ.
ولأنَّنا تركْنا الزِّراعةَ اليوم
بتْنا أحوجَ وأعوزَ قوم
فالعَرْضُ عندَنا رخص
وبعْنا مبادئَنا وقيمَنا
بثمنٍ بخس.
•لمَّا كانتِ الخُبّيزةُ لنا خيرَ مؤونةٍ وزاد
عمَّ الخيرُ لديْنا،بل فاضَ وزاد
لأنَّنا كنَّا على نهجِ الَّله سائرينَ
ومتسيِّدينَ العالَمَ والبلاد.
واليومَ نأكلُ أشهى الُّلحوم
لكنَّ الفقرَ يغشى بلادَنا
والفيروساتُ القاتلةُ حولَنا تحوم
وكلًّ ذلكَ بسببِ بُعدِنا عن
مَولانا،الحيِّ القيُّوم.
•لمَّا كنَّا نأكلُ مِنْ منتجاتِ حقولِنا،
ومِنْ بيضِ دجاجِنا
كنَّا بعيدينَ عنِ الأوبئةِ والأمراض
لأنَّ الدِّينَ كان نبراسَنا وتاجَنا.
واليومَ ونحن نأكلُ الطٍّعامَ الجَّاهزَ الفاخر
غشيَتنا الأوبئةُ والأمراضُ
لأنَّنا تناسَيْنا الصَّدقةَ والزَّكاةَ
فأغضبْنا مولانا،المُنتقمَ القاهِر.
•لمٍّا كان فراشُنا مِنْ صوفِ مواشينا
كنَّا ننامُ هانئي البالِ
لأنَّنا على دستورِنا القرآنَ مَشينا.
واليومَ ونحن نفترشُ الحرير
وابتعدْنا عنِ العليِّ القدير
فإنَّنا نعيشُ في ضنكٍ مُنقطعِ النَّظير!!!
•لمَّا كنَّا نسكنُ بيوتَ الشَّعَرِ
كانَ إسلامُنا يشكِّلُ على كفَّارِ العالَمِ
كلَّ خطرٍ.
ولمَّا سكنَّااليومَ القُصور
وابتعدْنا عنِ الرَّحيمِ الغفور
فإنَّنا أمامَ الدبِّ الوحشيِّ نبدو
كالعصفور.
فؤاد أحمد الشمايلة-الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق